23 ديسمبر، 2024 7:58 م

لقاء المالكي كان متوترا وفارغا !!

لقاء المالكي كان متوترا وفارغا !!

كان نوري المالكي خلال اللقاء الذي أجرته قناة العراقية  ( وهو يعرف الاسئلة مسبقا ), يجيد فن التمثيل ويتلاعب بالحوار ويتقن أختيار الكلمات البسيطة ويضغط على الحروف التي تستوجب تحذير الخصوم.. تتدرب كثيرا على أجابات الاسئلة .. فكان عند السؤال يعرف متى ينفعل ومتى يهدأ..عصبي المزاج ومتوترا أكثر من اللازم.. يكثر في أستخدام يديه ويحاول أن يظهر لنا محبس الامان في يده اليمنى ويؤشر بأصبع واحد وهذا يعني الوعيد والثبور للذين يعارضونه الرأي.. عيناه تتوزعان في أرجاء الغرفة المخصصة للقاء حينما قال ( سأقلب الدنيا ).. يريد أن يعمل شيئا ولكنه شديد الخوف من ردة الفعل وقد يتورط  في مواجهات شرسة تنهي مسيرته العملية التي يعتقد أنها في مسارها الصحيح ويجب المحافظة على أنجازاتها .. يشعرك نوري المالكي خلال حديثه أنه فارغ سياسي ولا يمتلك أي تصور لمسيرة عمله على الرغم من أمتلاكه لخزين ثقافي نتيجة المطالعات لكتب تأريخية.. سمات وجه المالكي تتغير حسب طبيعة السؤال ..  فهو يريد أن يخيط بدلة جديدة لحكومة هو يراها ولكن ليس ما يتمناه المرء يدركه .. يكذب كثيرا في تصرفاته وصاحب مزاج وقتي والشفافية بعيدة عنه كل البعد.. يتمادى في طرح أفكاره التي تتعارض مع الاخرين.. ينفعل بصورة مفاجئة ليوحي للمشاهدين حالة الغضب التي تعتريه ويطلب منا أن نصدقه.. لا يستقر على كرسيه فهو دائم الحركة نتيجة التوترات العصبية التي واجهته والتي ستواجه مسيرته العملية.. تساوره بعض الشكوك عند أتخاذه للقرارات السريعة.. يحاول أن يكون مستقرا ليقول للاخرين أنا ما زلت قويا وأتحدى الذين يخالفونني..
لا يحب النصيحة ودائم الشكوك.. لا يمتلك أية أستعدادات للمرحلة المقبلة.. يخشى المجازفة ولا يحب المراهنات على الاشياء.. يحاول أن يتحرر من عقدة الانقلابات المسيطرة على عقله بالرغم من أحاطته بحراس ويقبع داخل سجن كبير يضم ما طاب وما أشتهى.. يريد نوري المالكي أن يقول للاخرين وللشعب العراقي أنا الافضل والاحسن ولا خيار لكم فأركبوا معي في سفينة النجاة .. أغلب أجاباته عن البعث والقاعدة مبهمة وتعاكس ما يفعله.. بمعنى أنه يعارض البعث في سلوكياته ألا أنه يستثني منهم لحاجته أليهم.. يحاول أن يجمع كل شئ بيده ومثله كمثل الطفل الذي يريد أحتواء جميع اللعب.. نشعر أن نوري المالكي قد فقد في طفولته أشياء جميلة يريد الان أن يعوض ما فقده..
في أحيان كثيرة يشعر أنه محبط نفسيا ولا يقوى على شئ.. ولكن لا يظهر للاخرين هذا الاحباط.. يريد أن يعيد العلاقة مع المرجعية ولكنه يتحدى نفسه ليثبت لها بأنه أتخذ القرارات الصحيحة.. نحس أن المالكي سيتنازل في نهاية المطاف للكورد ويثبت ذلك في أتفاقية لانه يحتاج الى دعم الشركاء للبقاء في كرسيه.. هاجس سقوط نظام الاسد في سوريا يقلقه كثيرا.. لانه يعتقد أن نهايته على المحك وسيفشل في ردع الجماعات المسلحة التي ستدخل البلد عقب سقوط الاسد..
نحن نعتقد لكل نظام دكتاتوري وقت..فربما حان وقت نوري المالكي..
وما خفي كان أعظم