ثلاث اعوام مرت ، من عمر حكومة العبادي التي تشكلت بمخاض عسيرة بعد ان رفض صاحبة نظرية “ما ننطيه” التخلي عن السلطة ، الا ” بالشافعات ” لتنتهي اسوء حقبة في تاريخ العراق ، حقبة أتسـمـت بالفساد والطائفية وتكللت بضياع ثلثا البلد ، حيث يدرك الجميع بان الولاية الثانية للمالكي كانت الاسوء في تاريخ العراق المعاصر وستبقى ملعون بكل تفاصيلها وذكرياتها …!!
خلقت تلك السنوات جيوشا من المنتفعين ، والمتسلطين على رقاب الشعب ، وولدت تلك السنوات طبقات من المتخمين بالاموال العامة والسحت الحرام ، انتجت تلك الفترة عوائل من الثراء الفاحش الذين غزوا كل المؤسسات الحكومية و نهبوا الموازنات الانفجارية طيلة الاعوام التي سبقت احتلال الموصل …
هذه الشلة من اتمتملقين والانتهازيين والفسادين تمكنوا من الظفر بولاء للمالكي و طبقا لاحتياجاتهم في حينها ، فمن كان لديه ملفا في سرق اموال جمعية الهلال الاحمر كـــ(آل الكربولي) اصبح من المقربين لرئيس الحكومة السابقه بعدما اغلقت ملفات فساده ، ومن يملك ملفا اجراميا بالقتل والصك ، اصبح صديقا حميا للزعيم بعدما اغلق ملفه تماما واصبح القائد الصيادي …!! اما الاسوء من ذلك هو تحول بعض البعثيين الى خطوطا للحمر او ” تاج الراس” لا نهم يتحدثون بطائفية مفرطة ، ويشرعون نظريات تقاسم كعكة العراق او سبعة في سبعة وغيرها من النظريات التي لم يستلطفها سوى البسطاء ..
اما من كان بائعا للنفط ثم تحول الى مرافق شخصي في مكتب رئيس الوزراء قبل ان ينهب ثروات البلد ليصبح قائد لملتقى البشائر ونائبا برلمانين فسنترك حكمه للشعب ، الذي يعرف قصته وكيف انه تحول من الحمايات الشخصية الى برلماني وقائد لتجمع سياسي ومحرك للجيوش الالكترونية المالكيه الهوى .
لا نريد ان نخوض في اسماء او مسميات ولكن الشعب يعرف هذه الشلة ولكن علينا ان نقف عند نقطة واحدة : وهي لماذا يخاصم البعض رئيس الوزراء حيدر العبادي رغم انه نجح بكل المقايس في قيادة سفينة العراق والسير بها الى بر الامان طيلة الاعوام الماضية ..
واذا عرف السبب بطل العجب …؟!!
فمن يخاصم العبادي او لا يريد ان يعترف بنجاحه في قيادة اببلد ، طبقة من السياسيين الذي نهبوا ثروات البلد وسرقوا موازناته السابقة ، هؤلاء يحاولون ان يتلاعبوا مجددا باصوات الشعب واهاته ، فهناك من انسلخ ليشكل تكتلا سياسيا باسم “ارادة ” ، واخر من يلهث وراء السارقين لاموال الشعب طمعا في الحصول على عظمة ومثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ..!!
نجاح العبادي في المجال السياسي و الامني وقيادته للقوات الامنية والحشد حتى تحقق النصر ، لم يروق للكثير من الحالمين بالولاية الثالثة ، فهذه الشرذمة من الدمى الطائفية ، والتي تروج لاشاعة ثقافة الكراهية ، انهزمت ، وولت الدبر عندما دخلت اقدام الارهاب الى الموصل ، انهزمت هذه الشرذمة من السياسيين عندما وصلت جحافل داعش الى ابو غريب … !!
في الوسط السياسي مرتزقة ، كثيرون ، قايضوا اصواتهم بثمن بخس ، ولكنهم صدموا ولم يتمكنوا من تصديق حقيقة واحدة ان العبادي نجح ، خصوص بعد ان وصلت جحافل قواتنا الى الحدود السورية لتطوي صفحة داعش الى الابد ..
لقد كانوا يراهنون على الفشل ، مثلما كانوا فاشلين ..!!
اعتقد انهم يخاصمون ابو يسر لانه قائد للنجاح ، بينما كانوا هم جنودا لدى قائد الفشل ، يخاصمونه لانه نظيف القلب والسريره ، ولم تتلطخ يداه باموال العراقيين ، بينما هو وحاشيتهم موغلين بسرقة المال العام ..
يخاصمونه لانه لم يعين أيا من اقاربه في مكتبه ويعمل بصمت وهدوء ولا يريد ان يوصل اقاربه الى البرلمان كنواب على غرار ما فعل زعيمهم ،
نعم .. انهم يخاصمونه لأنه القائد العالمي كما وصفه الرئيس الفرنسي .. وهم اقزام الفشل والانتكاسه ..
يخاصمونه لانهم يعرفون ان “ابو يسر ” اغلق باب فسادهم و” طم” عارهم في الموصل ، يخاصمونه لانهم يدركون انهم سيسالون: من اين لكم هذا ..؟!!
كم انت كبير ايها القائد المنتصر وتصفيق الفرنسيين في قصر الاليزه ما هو الا شاهدا من التاريخ ..!!
اجزم بان كل الفاشلين سيخاصمون العبادي حال ان يعلن عن مشروعه الانتخابي القادم ، وتلك ستكون ضريبة النجاح ..!!