– كل قائد مهما بلغ سقف بنيانهُ همةً وعزيمةً ومهما وضع من خطط استيراتيجية بهدف التغيير فانهُ بدون قطاع الشباب فمنالهُ الانهيار السريع على رؤوس ثواره , فالعقل الإسلامي يحكم بمنطق الاعتماد والاحتواء , يعتمد على الشباب كونهم النواة والساعد ويحتوي الرجال والكهول من دون التقليل أو الغفلة عن حقوقهم , تنوع ادوار ووحدة هدف , فكل دور منوط بوظيفة لها حـدً وسعة وطاقة .
– فالإنسان في كل مرحلة له طاقة وإمكانية , ابتداء بظفر الطفولة مروراً بالشباب وانتهاءاً بالكهولة , لكن في مرحلة من مراحل السفر الخالد للتكامل يبلغ الإنسان قمة وعظمة العطاء والعنفوان الحسي وهذه تعتبر الحلقة التي بها اعتـنى الإسلام وأعطاها الأولوية والأهمية وسلط عليها الأضواء و الكواشف وجعل منها الجذوة التي تشتعل بها الآمال العريضة والتطلعات المستقبلية .
– الاهتمام بالشباب في البيئة إسلامية من اجل تحقيق الأهداف التغييرية لم يأتي من فراغ فالتاريخ يثبت إن سيرة المتشرعة والعظماء والرسالات السماوية جعلت من الخاصية الشبابية صبغة وإيقونة لحملتها , تكحلت بـها صفحاته وصبغت بالدماء , فمن يسوع النبي إلى الكليم موسى وختاما بالحبيب المصطفى صلوات الله عليهم جميعا نجد إن وعي الرسالة وحملها والانطلاق بها وتبشير الأمم كان بزهرة الشباب .
شبابٌ خُـنَّـثٌ لا خير فيهم … وبُـوركَ بالشباب الـطَّـامحينا
– اليوم ونحن نعيش في عصر الابتلاء والامتحانات الصعبة يراد من هذه الأمة أن يهد كيانها وتسلب إرادتها , ولا يوجد هناك تهديد وخطر يهدد أي امة محافظة و رسالية اكبر من ضرب القاعدة الشبابية واختراقها , فأعدائنا يعملون ويصلون الليل بالنهار ويمكرون و يحوكون المؤامرات لكي يذوب ويختزل شبابنا بين أحواض الخمر والتميع والحداثة أو بين أتون الحروب الطاحنة وبالتالي لا حصاد إلا الجهل والسلب والقتل والتشرد والهجرة إلى بلاد الضياع والغربة والمجون .
– الشباب المسلم الواعي مشروع وسطي معتدل المهم انهُ انطلق وتأسس عراقياً خالصاً لا يستطيع حتى تشارلز دارون العبث بجينات وأفكار شبابهِ , فهم بسقوا وبصقوا , بسقوا كالنخيل من رحم الأرض التي حملت الشهداء والعلماء والعظماء والأنبياء والأوصياء , وبصقوا بوجه كل عميل ومخرب وفاسد أرادة أن يسرق مستقبلهم وحقوق أجيالهم , شباب بعضهم لم يبلغ الحلم لان أحلامهم اكبر , فهم يحملون بين أضلاعهم مشروعٌ إسمهُ العراق , عراق يذوب به الشيعي والسني والكردي والصابئي والتركماني والايزيدي والمسيحي , ولان الحقوق تأخذ ولا تعطى فكان أول شروطهم العراق وأخر مطالبهم العراق .
حي الشباب وقل سلاما إنكم أمل الغــد
صحت عزائمكم على دفع الأثيم المعتدي
والله مد لكم يد تعلو على أقوى يــــد
وطني أزف لكَ الشباب كأنه الزهر النـدي