ليش ناس وصلت النجمات فوك واحنا نحجي بكهرباء ..هذه كانت احدى الاسئلة التي اثارها اول عرض مسرحي على ارض ساحة التحرير في يوم الجمعه المصادف 14/8/2015 والذي كان بمثابة رد فعل انساني فني وطني تجاه الصحوة التاريخية لجموع الاحرار في الساحة التي احتضنتهم وهي تبكي فرحا وشوقا لهم بعد صمت فهمه الاخر على انه موت نهائي لصوت الشعب ولكن ارتفعت الاصوات بما لاتشتهي نفوس الاخرين .. حينها انصهرت نفوسنا جميعا في تجربة لن ننظر في مدياتها الفنية والجمالية كثيرا لأننا قصدنا التلقي المنصهر مع النص والممثل في لحظة امتزاج انسانية لايمكن لأي وصف ان يصل اليه بسبب تلك العفوية المتبادلة بين الممثل والجمهور . ان مسرحية …ليش … قد لاتنتمي الى اي مذهب مسرحي وضع نفسه في قالب معلوم لان الهوية العامة للمسرحية وان انتمت لمسرح الاحتجاج الى حد ما فأننا نستطيع القول بأنها تجاوزت هذا المفهوم الى مسرح ((المسؤولية و الشجاعة )) وهذا ليس ادعاء او غرور وإنما واقع ملموس بسبب ان الموقع الذي تم عرض المسرحية فيه هو قلب ساحة التحرير ببغداد والتي احتضنت اعداد هائلة لايشبه بعضها البعض فكرا او دينا او مذهبا او قومية او اتجاه وهنا لانود ان نبخس بطولة الزملاء الاحرار الذين تواجدوا في التحرير لكنهم كانوا يهتفون ضمن نسق التظاهر الوطني .اما (( ليش )) كعرض مسرحي في قلب الساحة فهو تحد من نوع خاص لأنه يعلن مانريده كعراقيين وفنانين ضمن نسق التظاهر المركب بين المسؤولية المهنية والشجاعة الوطنية لذا جاءت فكرة مسرحية ( ليش ) التي كانت مهمة الفكرة
والتأليف والإخراج مشتركة بين جبار المشهداني ومشتاق المعموري وجسد بطولتها المحبون للوطن فلاح ابراهيم وكامل ابراهيم ومرتضى حنيص وسراب ابراهيم وبمشاركة المايسترو الكبير علي خصاف وفرقته الموسيقية وجهود الزملاء يوسف العزاوي وعلي سميعة والعشرات من المحبين اللذين كانوا يتسابقون في محبتهم لنا . ان تجربة هذا العرض جعلتنا امام مسؤولية كبرى امام الوطن والأحرار في كل العراق لأننا وجدنا ثورة من المحبة تتجه نحونا بعد ختام العرض الذي تحول الى ملتقى انسجام ومودة بين عائلتنا الكبيرة في التحرير مما دعانا الى اعادة العرض لمرة ثانية احتراما لدموع الفرح التي غسلت هموم الشمس فوق نصب جواد سليم .. …. ليش … ليست مسرحية فقط وإنما سيكون بذرة لتأسيس ملتقى الكلمة ومنبر الوطن في ساحة التحرير .. انها دعوة بهيئة امنية بحجم السماء وبصدق العراق .. وعاش العراق .. عاش العراق .. عاش الجمال.