23 ديسمبر، 2024 7:06 م

من يستطيع الاجابة عن هذه الأحجية او هذا السؤال، انصحه بالاحتفاظ بالجواب لنفسه، كون الجواب الابيض ينفع في اليوم الاسود، ويوم لا ينفع فيه اجابة او سؤال.
داعش، تنظيم الدولة الاسلامية، في اخر صيحاتها، واخر انشطاراتها، بعد القاعدة والنصرة و. و. و. ، اصبح لغزا محيرا، من خلق داعش؟ من ربى داعش، من تكفل بداعش؟ من علم داعش على التكفير، والذبح بلا هوانه، من افتى بحلية حرق داعش للمخلوقات البشرية؟

كثير من علامات الاستفهام والتعجب تثار، في داعش، هذا الكائن المرعب، من اين اتى من يقف خلفه، من يموله وكيف، هل هو فعلا دولة، ام هو عدة دول في دولة؟ اين كانت المخابرات الامريكية والاسرائيلية والبريطانية والروسية، ساعة ولد داعش، هل غضت امريكا طرفها عن رؤية داعش هل سمحت له بالانتشار في منطقة الشرق الاوسط؟

في العراق، استطاع داعش من فرض سيطرته على محافظة الموصل خلال فترة لا تتعدى يومين او ثلاثة ايام، واستطاع من الانتشار والتمدد في عموم المحافظة، خلال مدة قصيرة مكونا دولة اسلامية تحكم بالسيف، ومنذ ذلك الحين استطاعت داعش ان تسيطر على بعض المدن المحاذية للموصل، بعد كر وفر اسقطت داعش مدينة الرمادي بالكامل نتيجة وجود ارضية مناسبة لاحتضانها، وهروب اغلب مشايخ المدينة الى مدن الخارج، لرعاية مصالحهم.

داعش تمتلك الى الان اكبر ماكنة اعلامية، خبيرة بالحرب النفسية والاشاعة، داعش تمتلك اسلحة متنوعة ومتطورة تضاهي التطور العسكري الغربي، داعش تمتلك خطط عسكرية محترفة!

من يفسر ذلك هو الرغبة الامريكية بانعاش داعش، بلحاظ ان الامريكان رفضوا دخول مقاتلي الحشد الشعبي الى الانبار لحمايتها، والامريكان رفضوا تسليح الحشد الشعبي بالسلاح المتطور لمواجهة داعش، والامريكان لم ينفذوا طلعات جوية لحماية القوات الامنية المتواجدة في الانبار!

امريكا لاترغب بالقضاء على داعش، هي تعلم ان نهاية داعش تعني نهاية نفوذها في منطقة الشرق الاوسط، وهذا مخطط منذ فترة ليست قصيرة، وهو ما يفسر الصمت الامريكي تجاه نشئة داعش وزيادة قوته الضاربة، امريكا اذن ترغب بتطويق داعش، وجعله ورقة ضغط للمتمردين على شرقها الاوسط.

داعش اليوم، هو تنظيم القاعدة بالامس، وربما مسمى آخر بعد سنين، الى ان يقضي الله امرا كان محتوما.