23 ديسمبر، 2024 2:58 م

بعد ما خلصنا ألوان الدنيا وصبغنا كل حياتنا وصارت لغتنا ملونة، خط أحمر..أيادي بيضاء..صحف صفراء..المنطقة الخضراء..الحالة البرتقالية (إنذار أمني)..الأصابع البنفجسية… وساعة السودة إللي عرفتك بيها.. وبعد ما صارت أيامنا ملونة الوان قوس قزح الديمقراطية المستوردة إللي ما بيها غير لون الدم إللي صبغ كل أيامنا ، بعد كل هذا أگدر أگول أن اللغة السياسية في العراق هي لغة ملونة ومتلونة…ملونة من كثر الإفراط في إستخدام الصبغ والبوية في البيانات السياسية، والمتلونة بحسب (اللعبة السياسية) إللي مليانة حالة تسلل خلف دفاعات الخصم برشوة حكم الساحة وخاصة إذا الحكم من دول الجوار.
ولأن كل شي حصة بالعراق، من الاكل والمنصب والكرسي والموت، الفرحة والبكاء، الهجرة والبقاء، فنفس الشي، حتى الألوان حصة، كل فصيل ياخذ الحصة واللون المناسب له في الإستخدام اليومي وبما يتناسب مع توجهاته اللونية وعمى الالوان إللي عنده…فأكو فصيل يختار اللون الاحمر لان هواية عنده خطوط يريد يصبغهن باللون الاحمر مع العلم إن هذا الفصيل بحياته ما واگف بالإشارة المرورية لأن أصلاً هم أجوا للبلد بعد إختفاء الإشارات المرورية ونتف الحاجة إلها..شعرة شعرة…بس هي سولة عد جماعة هذا الفصيل…لا يجي يمنا ترى اكو خطوط حمرة…موت أحمر يلمكم بجاه خطوطكم الحمرة يا أحمر الناس ( أحمر من الحمار ) يا جماعة الخطوط الحمرة.
أما جماعة الأيادي البيضاء فأعتقد هم سحرة وشغلهم كله تخويف وخداع ..لان اليد البيضاء علامة النبي موسى إلى فرعون…وهي (معجزة) ربانية لموسى حتى يتغلب على سحرة فرعون…يعني اليد البيضاء حالة سحرية نطاها الرب لموسى، والإصرار على وجود الأيادي البيضاء يعني وجود السحر…والسحر يحتاج إلى شرطين بحسب القرآن: الترهيب ( سحروا أعين الناس وأسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم) والثاني الخيال حين رأي موسى حبال سحرة فرعون مثل الثعابين (فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم إنها تسعى)…يعني الجماعة إللي أياديهم بيضة كلهم يلعبون لعبة التخويف وخيال الوعود حتى يمشي سحرهم عالناس مثل سحرة فرعون وي بني إسرائيل.
أما جماعة إللي مچلبين بالصحف الصفراء..فلا واحد منهم يعرف شنو معنى الصحافة الصفراء ومن وين إجت هاي التسمية ..بس هم يعجبهم هاللون الفاقع…يا مقالة ما تعجبهم يگولون عنها هاي مقالة مال الصحف الصفراء…عبالك مو همّ إللي أجونا وي الريح الصفرة إللي جتنا من كل الجهات…ذيچ الريح الصفرة إللي حملت وياها غبار وتراب وعواصف ما توقفت من سنوات…حتى صرنا اكبر مدرسة لتدريب مذيعي النشرات الانواء الجوية ..الجو مغبر…عواصف ترابية…الرؤية محدودة بسبب الغبار المتساقط من السياسة العتيگة.
أما المنطقة الخضراء…ففي روايتها تختلف الأساطير والخرافات…فقصة تقول أنها خضراء بسبب عفونة عقول أهلها…وأكو رواية تگول هي خضراء لأن الناس إللي بيها عفنين ما يشوفون الشمس گاعدين بهاي المنطقة حتى يحسون بحال الشعب…ورواية تقول هي خضراء لأنها مليئة بالحدائق الجميلة…اما الرواية إللي نؤمن بيها فهي أنها خضراء بسبب تساقط الدولار الاخضر عليها من كل الجهات.
أما الحالة البرتقالية…فأيامنا صارت كلها داخل الحالة البرتقالية من الإنذار الأمني…والخرق الامني إلى درجة أن الامن صار (خرگة) وسخة…ياهو يجي يمسح فشله بهاي الخرگة ويمشي وما حد يگدر يعترض لان هاي الحالة البرتقالية تتگشر بكل سهولة مثل البرتقال وتتوزع شيف شيف على المشاركين في الگعدة السياسية.
أما الأصابع البنفسجية…فهي إللي حولت أيامنا إلى اللون البيتنجاني …البيتنجان البنفسجي…وصرنا متشنجين لابستنا الحالة البيتنجانية في التعامل وي الناس والتعامل وي نفسنا والتعامل وي كل شي…حتى وي العارضة بالطوبة من كرار ما يگدر يگوّل يروح يضرب العارضة…تشنج بيتنجاني بنفسجي ديمقراطي فيدرالي أقليمي …والأصابع البنفجسية هي إللي جابت إلنا بيتنجانات متحركة تمشي بالشارع وتگعد بالبرلمان وتحدد مصير الناس…بيتنجانات معممة ومحشية…للذكر والانثى.
أما السواد..فهو اللون الوطني للعراق…السواد هو اللون الأعم في العراق…سواد المستقبل…سواد الحاضر…سواد المنجز…سواد المسعى…سواد الوجوه إللي جابت هذولة ..سواد الوجوه إللي گالت إي لدستور پنچر مزروف من گاعه…سواد الشعارات…سواد المناسبات…سواد الحزن…. وطبعا…ساعة السودة إللي عرفتك بيها يا……(خلي إللي يناسبك بالفراغ وبدون أي حرج).
[email protected]