22 ديسمبر، 2024 6:35 م

لغة الرصاص يجيدها قلة من الناس ولكن هذه القلة هي الغالبة والمسيطرة على مر تأريخ العراق السياسي ، هذه القلة قد تكون حكومة كما في عهود الدكتاتورية وقد تكون عناوين أخرى عندما تغط الحكومة في سبات عميق كما هو الحال حين تضعف السلطة ، وتقوى سلطة المجموعات المسلحة والأحزاب والعشائر .

علاء مشذوب روائي عراقي من مدينة كربلاء المقدسة جنوب العراق ذو توجه مدني ألف كتبا وروايات ولديه نشاطات ثقافية متعددة في المدينة ، وكان يقود تظاهرات عديدة ضد الفساد والمفسدين ، ويعرفه أهالي كربلاء بمطالباته المتكررة بتوفير الخدمات العامة للمواطنين العراقيين في المدينة وبالإصلاح السياسي والإداري في النظام السياسي العراقي الذي يعاني من الفساد والترهل والمحسوبية ، وإستغلال السلطة ونهب المال العام وتكتل جهات مع بعض لتحويل الدولة إلى ضيعات وممتلكات لأحزاب وقوى سياسية بعينها لا تريد الخير للعراق ولشعبه ولا تفكر الا في مصالحها الخاصة .

رصاصات الغدر اخترقت جسد علاء مشذوب الضعيف وأسكتت صوته إلى الأبد ومنعته من الحديث والكتابة والتفكير ، وصحيح أنه تحول إلى أيقونة ويذكره الناس ويهتفون بأسمه لكن ذلك للاسف ليس كافيا ففي نهاية الأمر فان مشذوب قد أستشهد ومضى إلى ربه مضرجا بدمه الطاهر ليعري القتلة ويظهر حقيقتهم التي يتصورونها غائبة عن الأذهان .

لغة الرصاص سادت في العراق وصار الجميع يتحدثون بها ولا ينكرونها ولا يرفضونها ويعدونها اللغة الأم ، وقد غلبت اللغات الاخرى بسعة إمتدادها وإنتشارها السريع خاصة في العراق المليء بالمشاكل والبلاءات والإبتلاءات التي لا تنتهي ولا تنقطع خاصة حين غاب صوت العقل وإنعدم الضمير أو توقف عن الحركة ، فيالها من لغة خطرة تستخدم في كل سوء وتخريب ودمار .