23 ديسمبر، 2024 10:42 ص

لغة الأحذية العراقية !

لغة الأحذية العراقية !

الحذاء في اللغة العربية يعني :
حذا (لسان العرب)
حَذَا النعلَ حَذْواً وحِذَاءً: قدَّرها وقَطَعها.
وفي التهذيب: قطعها على مِثالٍ.
ورجل حَذَّاءٌ: جَيّد الحَذْوِ. يقال: هو جَيّدُ الحِذَاءِ أَي جَيِّد القَدِّ.
وفي المثل: مَنْ يَكُنْ حَذَّاءً تَجُدْ نَعْلاهُ.
وحَذَوْت النَّعلَ بالنَّعْلِ والقُذَّةَ بالقُذَّةِ: قَدَّرْتُهُما عليهما.
وفي المثل: حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ.
وحَذَا الجِلْدَ يَحْذُوه إِذا قوّره، وإِذا قلت حَذَى الجِلْدَ يَحْذِيهِ فهُو أَن يَجْرَحَه جَرْحاً.
وحَذَى أُذنه يَحْذِيها إِذا قَطَعَ منها شيئاً.
وفي الحديث: لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ؛ الحَذْو: التقدير والقطع، أَي تعملون مثل أَعمالهم كما تُقْطَع إِحدى النعلين على قدر الأُخرى.
والحِذَاءُ النعل.
واحْتَذَى: انْتَعَل؛ قال الشاعر: يا لَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ، وشُرُكاً منَ اسْتِهَا لا تَنْقَطِعْ، كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي الوَقِعْ وفي حديث ابن جريج: قلت لابن عمر رأَيتُك تَحْتَذِي السِّبْتَ أَي تَجْعَلُه نَعْلَك. احْتَذى يَحْتَذِي إِذا انْتَعل؛ ومنه حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه، يصف جعفر بن أَبي طالب، رضي الله عنهما: خَيْرُ من احْتَذَى النِّعالَ.
والحِذَاء ما يَطَأُ عليه البعير من خُفِّه والفرسُ من حافِرِه يُشَبَّه بذلك.
وحَذانِي فلان نَعْلاً وأَحْذاني: أَعطانيها، وكره بعضهم أَحْذاني. الأَزهري: وحَذَا له نَعْلاً وحَذَاه نَعْلاً إِذا حَمَله على نَعْل. الأَصمعي: حَذاني فلان نَعْلاً، ولا يقال أَحْذاني؛ وأَنشد للهذلي: حَذاني، بعدَما خذِمَتْ نِعالي، دُبَيَّةُ، إِنَّه نِعْمَ الخَلِيلُ بِمَوْرِكَتَيْنِ مِنْ صَلَوَيْ مِشَبٍّ، مِن الثِّيرانِ عَقْدُهُما جَمِيلُ الجوهري: وتقول اسْتَحْذَيْته فأَحْذاني.
ورجل حاذٍ: عليه حِذاءٌ.
وقوله، صلى الله عليه وسلم، في ضالة الإِبِل: مَعَها حِذاؤُها وسِقاؤُها؛ عَنَى بالحِذاء أَخْفافَها، وبالسِّقاء يريد أَنها تَقْوى على ورود المياه؛ قال ابن الأَثير: الحِذَاء، بالمدّ، النَّعْل؛ أَراد أَنها تَقْوَى على المشي وقطع الأَرض وعلى قصد المياه وورودها ورَعْيِ الشجر والامتناع عن السباع المفترسة، شبهها بمن كان معه حِذَاء وسِقاء في سفره، قال: وهكذا ما كان في معنى الإِبل من الخيل والبقر والحمير.
وفي حديث جِهَازِ فاطمة، رضي الله عنها: أَحَدُ فِراشَيْها مَحْشُوٌّ بحُذْوَةِ الحَذَّائِين؛ الحُذْوَةُ والحُذَاوَةُ: ما يسقط ( قوله «الحذوة والحذاوة ما يسقط إلخ» كلاهما بضم الحاء مضبوطاً بالأصل ونسختين صحيحتين من نهاية ابن الأثير). من الجُلُودِ حين تُبْشَرُ وتُقْطَعُ مما يُرْمَى به ويَبْقَى.
والحَذَّاؤُونَ: جمع حَذَّاءٍ، وهو صانعُ النِّعالِ.
لكنها اليوم ؛ أصبحت ذات معنى لا يستخدم في المشي ، بل؛ يستخدم في السياسة، بعد أن كان أهلنا العراقيون يستخدمون ذلك المعنى لحقارته ، إذ يلامس الأوطأ ، وهو تراب الأرض .
من كان لا يطأ الترابَ برجلهِ    يطأ الترابَ بناعم الخدِّ !
لهذا المعنى ؛ ألقى الصحفي العراقي الشاب منتظر الزيدي بفردتي حذائه على خدِّ ج.د. بوش ـ
ولعله اعتذر ، عندما تذكر أنه لم يكترث أن تصيبا خدَّ رئيس وزراء حكومته التي شارك هو بانتخابها !!!
لقد فتحنا أعيننا ـ نحن العراقيين ـ منذ الطفولة (على أبوينا) ..على عبارات راقية جداً .. نسمعها حتى اليوم .. في الشارع .. في المدرسة .. في السوق .. نسمعها في الدوائر الرسمية وشبه الرسمية : يا قندره !
القندرة ؛ تعني الحذاء ، وعندما نلبس الحذاء في أحد القدمين يسمى (قندره) لوضاعته، لكننا عندما نعرضه في المحال التجارية ، أو نرمي به على وجوه الزعماء يسمى (حذاء) !!!
 وهذا حذاء هذا ، يعني هذا قرب هذا ، فالمعنى هنا؛ الحذاء قرب الوجه الرئاسي أو الحكومي الرسمي ، بأرقى أساليب الدبلوماسيات المتقدمة والرفيعة المستوى لدرجة أنها تنقطع بسهولها لحظة شدّ القيطان !!!..
العرب يكرمون ضيوفهم مرّة ، والعرب يهينون ضيوفهم أخرى ؛
هم يهينون من جاءوا من خلف القارات والبحار ليقرروا لنا مصيرنا اللاعربي اللاوطني اللاإنساني ..
وهم يحترمون من جاءوا لكي يحملوا لنا الدواء والغذاء والأجهزة المنزلية النافعة والكتب العلمية المفيدة ..
 نعم ؛ إنَّ أفضل علاج للصداع هو الأسبرين الألماني ، ومن أقوى السيارات هي المرسيدس الألمانية ، وإنَّ أفضل البرامج الاقتصادية هي البرنامج الاقتصادي الألماني !
نعم ؛ إنَّ أرقى طبٍّ متقدم في العالم هو في الولايات المتحدة الأمريكية !
نعم ؛ إن أحسن قماش صوف في العالم هو الـ MADE IN ENGLAND
لكننا ؛ ماذا نستفيد من كل هذا ، دون أن يكون لشعبنا مصير يقرره ؟!!
ماذا نستفيد من كعكة عرس عراقي مغمّسة بدماء أبنائنا الذاهبين إلى مدارسهم ؟!!
ماذا نستفيد من قماش حرير ٍ أبيضَ نكفن به ضحايانا جرّاء العمليات الإرهابية المستوردة والمحتضَنة في بيوت العراقيين العميلة ؟!!
ماذا نستفيد من حكومة ننتخبها ، إلا أنها تأتمر بمشورات الإدارة الأمريكية ؟!!!
ونتمنى أن لا تكون في العراق حكومة ننتخبها فتأتمر بمشورات الإدارة الأمريكية !..
لأننا هذه المرّة ؛ سنشترك جميعاً مع منتظر الزيدي ، لكي نرميها بقنادرنا العتيقة ، بعد أن نفعّل معمل الأحذية الشعبية في الكوفة .. في النجف الأشرف .. في نينوى .. في الأنبار .. وفي ذي قار والبصرة ، ونجعل في قلب كل من يحكمنا عميلاً لأمريكا الحسرة !