4 نوفمبر، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

لعن الله ذباحين العراق وأهله !!

لعن الله ذباحين العراق وأهله !!

لا تبشر الأحداث في العراق بنتائج مطمئنة على الاطلاق،  لان السياسيين قرروا السير في طريق مسدود ، غير مكترثين بما يدور حولهم، بحيث لا تهزهم الانفجارات ولا قوافل الضحايا الأبرياء، سواء بفعل فاعل داخلي أو خارجي، ما يضع غالبيتهم في قفص الاتهام، لأن تفجيرات اليوم كارثة انسانية ومن يدري فربما تؤسس لما هو أسوء، في وقت ينشغل غالبية سياسيي ” الزمن الأغبر” بمصالحهم التجارية أكثر من الالتفات الى هموم هذا الشعب، الذي يعض اصابع الندم كل لحظة لأنه انتخبهم مشفوعا برغبة تغيير النفوس والتوجهات،  ليجد نفسه وحيدا على قارعة المجهول والنسيان المزمن.
يتحدثون عن مشروع وطني بشفافية عاية وفي قرارة أنفسهم يعرفون فشل نتائجه، لأنه وكلما اقتربت فرص الدخول الى نفق الحلول الصحيحة تفجر الوضع الأمني بشكل مخيف، وكأن هناك من يضع يدا على الزناد وأخرى في المف السياسي، غير مكترثا بالنتائج، التي تحل بالعراق ومفاجأتها التي لن تقل في خطوورتها عن هذا الانهيار الأمني،  الذي يراق فيه المزيد من دم الأبرياء دون أن يحرك ذلك غفوة ضمائر كثيرة جدا ومن مقامات عالية، تتعمد شخصنة الحلول للالتفاف على مسؤولياتها الحقيقية، حيث يضعون كامل المسؤولية على رئيس الوزراء نوري المالكي مثلا، وكأنهم ليسوا شركاء أو مشاركين في حكومة بات من الواجب الوطني اعادة النظر بتشكيلتها الحالية، بحيث تصبح حكومة عراقية لا تجمع محاصصات.
ان ما يجري في العراق هذه الأيام اشبه بلعبة” جر الحبل” ، حيث كل فريق يريد الحصول على أوسع مكان للمناورة، وتحقيق هواجسه الذاتية والحزبية، التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمصلحة البلاد والخوف على المواطنين، ما يستدعي من المتبقي من عقلاء العراق التفكير بطريقة لا علاقة لها بمفهوم ” أني شعليه”، لأن الذي يذبح هو العراق وليس غابة منسية في متاهات أفريقيا، يصلب أمام أعين الجميع ، ولا حراك شعبي يغني من جوع، رغم ان العالم يغلي حولنا ونحن نتجمد داخل أنفسنا.
وفي المقابل يستغل سياسيون ضعف الحال والكسل الوطني من أجل تنويع مناطق نفوذهم، التي يجيدون فقط تغليفها  بمذهبية مفصلة على مقاساتهم المختلفة بالفطرة عن  شعب العراق، ما يجعل من تغيير قناعات المواطنين ضرورة ملحة جدا، لأن الحديث عن خدمة الطائفة وحمايتها هو سلاح ذو حدين، تحقيق هدف السياسيين في امتلاك السلطة والجاه ، وزرع الخوف المذهبي في النفوس، وكأن العراق تحول الى ساحة نفوذ طائفي، بعد ان كان العنوان الأكبر في المشروع الوطني، فما الذي تغير في النفوس سؤال ننتظر جوابه من باقي العقلاء.
واذا لم يسارع العقلاء الى تغيير اتجاهات سياسة ما يسمونه العراق الجديد، فان الأشهر المقبلة ستحمل لنا كل ما هو غير سار، جماعات تنتظر الوقت للتصادم فيما بينها بكل الوسائل، ويكون وقود ذلك المزيد من جثث الأبرياء والمغفلين أيضا، الذين يعتقدون بشعارات الطائفية والانسلاخ الوطني ، وأخرى تنهل من مياه فشل تطهير النفوس لمزيد من سوداوية التطرف المذهبي، وثالثة  تندب حظها لأنها أخطأت في توقيت رفع السلاح ، بعبارة أدق انه اقتتال سلطوي سيقود العراق وأهله الى جحيم يتدفأ بلهيبه  سياسيون لا يهمهم في هذه الدنيا غير المال والجاه والسلطة، مقابل شعب يزحف على البطون للبقاء في دائرة الأمل، ومع ذلك ينخدع في شعارات سياسيين لو غادروا طائفيتهم لفقدوا كل أصوات الأمس، بل أنهم سينهزمون داخل نفسهم، التي لا يحركها غير عقد الأمس ورغبة الانتقام وتفتيت وحدة العراقيين، وعدم القدرة على  طي صفحة الماضي ، التي حولوها الى شماعة متهالكة كما هي اجنداتهم الحقيقية.
لا تبكوا على العراق مرة أخرى من فضلكم ، لأنكم ذبحتموه أكثر من اللازم وتصرفتهم معه بذهنية الانتقام لا البناء، نرجوكم التوقف عن حشد النفوس بالتخويف والترهيب والتخوين، لأنكم في الهوى سوى ، كما يقولون، ومن لم يجد في نفسه القدرة على تحريك المشروع الوطني ومواجهة اعدائه برجولة عراقية، عليه ان يغادر المركب سريعا، لأن العراق تبنيه ارادة الخير لا أجندات البحث عن جاه بين جثث الأبرياء.
رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]

أحدث المقالات