22 ديسمبر، 2024 7:37 م

الفساد أصبح ظاهرة في العراق، ينخر جسد الوزارات ومؤسساتها،ويأخذ أشكالاً متعددة الرؤوس،فتلقاه في كل زاوية من زوايا الدولة،حتى مارسه رجال دين وشيوخ عشائر وأساتذة جامعة ،مارسه وزراء ووكلاؤهم ومدراؤهم العامون ، مارسه المحافظون، ورؤساء أوقاف سنية وشيعية، مارسه كل من بيده سلطه ومنصب ، طبعا ليس الكل(هناك نسبة 3% من الشرفاء) في هذه المناصب،والأدهى من هذا كله ، هو ظهور حالات فساد في دوائر النزاهة نفسها،التي يعوّل عليها المواطنون ويحتمون بها،كما حصل إلقاء القبض على مدراء نزاهة بعض المحافظات، وفي بعض أجهزة القضاء بدرجة أقل،إذن لعنة الفساد لم تستثن وزارة أو دائرة،فكانت ومازالت ظاهرة مخيفة، تهدد إنهيار الدولة، خاصة وعواصف المخدرات ومشتقاتها تطرق أبواب البيوت، والمدارس والجامعات ،دون أن تسيطر الحكومات، على دخولها من الحدود الشرقية والغربية للعراق،ويدخل فساد (البعض) ،ممّن يفترض بهم يمنعون دخولها الى العراق،فهي لم تأتينا من السماء، هي تدخل إلينا من أماكن ومنافذ معروفة ومناطق رخوة على الحدود، قد شخصتها الحكومة،وتعمل بكل قوتها على منع دخولها، ولكن آفة الفساد والفاسدين ،تسهّل وتغطّي وتتغاضى الطرف، بالخوف الترهيب والترغيب، وياما إستشهد ابطال من الأجهزة الامنية ،في مواجهة تجار المخدرات وعصابات المافيا داخل العراق وعلى الحدود، والذي يتمترس قسم منهم، خلف جهات وعصابات مسلحة تحميهم ،إن ظاهرة الفساد وحيتانها، هي من نشرت هذه الموبقات، التي دمّرت وتدمر مستقبل أجيال العراق،وتدمر مؤسساته وزاراته،فكيف تقضي الدولة على هذه الظاهرة ،التي لم يشهد تاريخ العراق كله، ومنذ الآف السنين مثله، بشاعة وإنتشاراً،وهو أحد إفرازات الإحتلال الامريكي البغيض على العراق،ولايمكن القضاء على الفساد ،دون تجفيف منابعه ،داخل مؤسسات الدولة، ممّن تحميهم وتدعمهم أحزاب متنفذة ،تدير هذه الوزارات ومؤسساتها، والدليل، الأعداد الهائلة ،من الوزراء والوكلاء والمدراء العامين، وبدرجات خاصة ، تابعين للإحزاب، ممن حوكموا ودخلوا السجون ،وممن هربوا خارج العراق، وممن أدينوا ولم يحاكموا ، وهم في السلطة بحماية أحزابهم ،وجميع هؤلاء أصدرت هيئة النزاهة ،أوامر قبض بحقهم ،حسب القانون وبأدلة ووثائق، ولكن لأن ماكنة الفساد وقوتها ،محمية من دول إقليمية وأحزاب متنفذة مسلحة، فسيستمر الفساد وينتشر أكثر كالسرطان ،وسينتهي حينما تفعّل الدولة شعار( من أين لك هذا)، ولم يبق أحد فوق القانون، لأن الآن الجميع فوق القانون ، ولاقوة للقانون عليهم فهو بيدهم ،فيصعب بل يستحيل القضاء على ظاهرة الفساد الكبرى، وتبقى لعنة الفساد تلاحق الدولة ومؤسساتها ،وتحولّها الى دولة فاشلة، أن لم تضرب حيتان الفساد الكبار، بيد من حديد ،وتجفف منابعه النتنة، وتعيد هبيتها ، كما تفعل المملكة الاردنية في مواجهة مافيا المخدرات، على حدودها بالنسبة للمخدرات، أما الفساد فيحتاج الى جهود أممية ودولية لتجميد أصول الفاسدين بشركاتهم ومصارفهم الإسلامية ، وصيرفاتهم الاهلية وغيرها، ووضع رؤوس وحيتان ومافيات الفساد خلف القضبان…!!