من المعروف ان لكل بلد من بلدان العالم عملتها الخاصة بها وهي تمثل الهيكل الاقتصادي لشخصية الدولة فهي ليست مجرد ورقة نقدية بل هي الدرع الفولاذي الذي يدير عملية العرض والطلب للمجتمع الانساني اذن العملية اقتصادية صرفة لكن هنالك شرائع وقوانين تخطط وتنظم الية عمل العملة ……
اضافة الى كل هذا يجب ان تتوفر في العملة النقدية مميزات نموذجية تؤهلها لكي تمثل اقتصاد الدولة فما ذكرته اعلاه ينطبق على العملة العراقيى لكن لا تتوفر مميزات نموذجية فيها فهي تفتقد الى الكثير من التفاصيل الدقيقة التي يجب ان تتوفر في اي عملة من جميع النواحي الفنية والطباعية فنوعية الورق المستخدمة لطباعتها رديئة لا تصلح للتداول لفترة زمنية طويلة لأنها معرضة للتلف بسرعة وتصميمها الفني لا يرقى لمستوى التطور الحضاري المذهل الذي حصل في تأريخ البشرية والالوان المستخدة في طباعتها خالية من نكهة الالوان فهي كئيبة وباهتة وغير جذابة وتعطي احساسا بعدم الراحة الفكرية والفلسفية لطبيعة الانسان المعاصر اضافة الى انها لا تحتوي على رموز وخطوط تعبيرية خفية قابلة للتفسير والتحليل فما زال الرمز المطبوع في عملة العراق زمن البعث رأس الحصان هو ذاته الموجود على عملة الحاضر وان دل هذا على شيء فهو دليل على عدم الاهتمام الفعلي بقيمة العملة المعنوية واذا ما وجدت رموز اخرى فهي لا تمت بصلة للانسان المعاصر وتأريخ الحضارات التي عاشت على ارض العراق واحجام الاوراق النقدية اما هي صغيرة جدا واما كبيرة جدا وهذا شيء يخالف طبيعة الشكل الهندسي للعملة العالمية مثل الدولار الذي يتوفر فيه كافة مميزات العملة النموذجية ومعظم الصور المطبوعة على الاوراق النقدية غير واقعية وغير منظمة وعشوائية ومنها ما هي قديمة منقولة عن العملة السابقة ولا تعبر على اصالة المجتمع الانساني العراقي بكافة قومياته وطوائفه ورموزه الروحية والتأريخية …..
انها عملة لا تملك قيمة معنوية تؤهلها لكي تمثل تأريخ الدولة لكنها تبقى وسيلة لتسير عربة الاقتصاد لكي تقدم خدماتها للمجتمع الانساني …..
المشكلة هنا ان الحكومة العراقية لم تعد النظر في قضية الدينار العراقي وقيمته المعنوية من كل النواحي الفنية والطباعية بل ادخلت الى السوق اوراقا نقدية جديدة بفئة عشرة الاف دينار وخمس وعشرون الف دينار هنا من النظرة الاولى يظن المواطن انها ذات الورقة النقدية القديمة وما ان يمعن النظر فيها يلاحظ ان هنالك شبه اختلاف بين الورقتين فهنالك خيط فضي رفيع بارز وعلامة فضية فيها رأس نخلة وقطعة شبه بلاستيكة فيها ملوية سامراء وصور مختلفة بينما يبقى الشكل الاساسي هو ذاته لم يتغير الحجم واللون والتصميم الفني ولم تدخل اليه مميزات نموذجية بل تحولت الى عملة مزخرفة لا تحمل روح الفن والتأريخ والمجتمع الانساني وهذا دليل واضح على عدم اهتمام المؤسسة المصرفية العراقية بقيمة الدينار العراقي شكلا ومضمونا كل هذا من جانب بينما قضية الاصفار التي تقف بجانب عدد الدنانير لم تقوم الحكومة العراقية بحل هذه المشكلة التي اثرت وبشكل كبير على دخل المواطن العراقي واقتصاد الاسرة العراقية لهذا فالسوق العراقي معرض دائما للانكماش والتضخم وبشكل عشوائي وفوضوي وتصبح قيمة الدينار العراقي عرضة للزلازل والهزات الاقتصادية وتبقى المؤسسة المصرفية العراقي متمثلة بالبنك المركزي العراقي تتفرج على الاخطاء دون تصحيحها وتقوم بطبع الاوراق النقدية دون ان تضع في اعتبارها الكثير من التفاصيل الدقيقة لكي تصنع عملة ذات مميزات نموذجية …..