19 ديسمبر، 2024 2:19 ص

كان عند الملك وزيراً يتمتّع بحكمة كبيرة، ويثق أنّ كل ما يقدّره الله للإنسان هو خير، وفي يوم من الأيام خرج الملك برفقة الوزير للصيد، وكلّما تمكّن الملك من إصابة شيء قال له الوزير (لعلّه خير)، وأثناء مسيرهما وقع الملك في إحدى الحفر العميقة قال له الوزير (لعلّه خير)، ثمّ نزف من يد الملك دم كثير، فذهبا إلى الطبيب وأمر بقطع الإصبع حتّى لا يتضرر باقي الجسم بسببه، فغضب الملك غضباً شديداً ورفض الخضوع لأمر الطبيب، إلّا أنّ اصبعه لم يتوقف عن النزيف مما أجبره على قطع إصبعه، فقال له الوزير (لعلّه خير)، فسأل الملك الوزير (وما الخير في ذلك، أتتمنى أن ينقطع اصبعي؟!) فغضب بشدّة وأمر حرّاسه بالقبض على الوزير وايداعه السجن، وهنا لم يعترض الوزير وراح يردد (لعلّه خير).
ومضت الايام والوزير في الحبس, وفي يوم من الأيام خرج الملك للصيد كعادته فوقع في يد جماعة من الأشخاص الذين يعبدون الأصنام، وقد أقتادوه بهدف تقديمه قرباناً للأصنام التي يعبدونها، وعندما عرضوا الملك على قائدهم وجد إصبعه مقطوعاً فأمر بتركه وإعادته من حيث أتى وذلك لأنّ القربان يجب أن يكون صحيحاً بغير علّة، ثمّ عاد الملك إلى القصر مبتهجاً لنجاته من الموت بأعجوبة، وطلب من الحرّاس أن يحضروا الوزير إليه حالا، فروى الملك إليه ما حصل معه، واعتذر منه عمّا بدر منه، ثمّ سأله عن سبب قوله (لعلّه خير) عندما أمر الحرّاس بأن يسجنوه، فأخبره الوزير الحكيم أنّه لو لم يحبسه لكان اسطحبه معه في الصيد كما يفعل عادة، وسيكون قرباناً للأصنام بدلاً منه، وأخبره الوزير أنّ الله عندما يأخذ من الإنسان شيئاً فإنّما يكون ليمتحنه الله ولخير يجهله العبد، ففرح الملك كثيراً, وقال: (لعلّه خير).
(انشاء لله خير) , والعبرة من القصة, دائما دع ثقتك في الله عالية, فرب ضارة نافعه, وحشى لله أن يظلم عباده.
لقد سفكت دماء كثيره بغير حق فمنهم من هو حي يرزق في عليين ومنهم من يعاني الالم في المشافي وتعطلت المدارس واغلب الدوائر الحكومية وكل هذا من اجل الوطن الذي يعاني الامرين, فالشباب خرجوا يحملون اكفانهم تحت شعار نريد وطن ( نكون او لا نكون) ولا نقول الا كما قال الوزير ( لعله خير) !!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات