17 نوفمبر، 2024 10:18 م
Search
Close this search box.

لعراق والدويلات الثلا

لعراق والدويلات الثلا

محنت وطني تختلف عن باقي المحن، بعد أن صار شعاره الموت والحزن، والخوف يملىء قلوب أبنائه من جراء الفتن، والتي أعادة العراق إلى عصور التخلف والجهل، وكأن الحضاره العريقة لم تكن.

أصبح العراق مسرحاً للعمليات العسكرية، وتجارب الفنون القتالية، ومرتعاً أمناً لقطاع الطرق، وحلبة صراع لا تنتهي، بين شعوب الأمم، بعد أن كانت تسمى عاصمة بدار السلام، لكل الأوطان.

سابقاً كان عندما يدور الحديث عن التقسيم، فان ملامح الوجوه تسبق الكلام، والتي توحي إلى الرفض لهذه الفكرة، من منطلق أن قوة العراق بوحدة اراضية وشعبة، وَلَكِن اليوم تغير، بسبب نجاح الدعاية الغربية المظللة، والتي تدفع باتجاة التمييز العرقي الطائفي الذي مزق البلد، من مبدىء فرق تسد.

السناتور الأمريكي جو بايدن صاحب مشروع الدويلات الثلاث، يدفع بكل الوسائل المتاحة إلى تحقيق هذا المشروع وبقوة، حتى يتسنا لهم تنفيذ أجنداتهم المخطط لها قبل ٢٠ سنة.

الشيء المحزن أن أمريكا نجحت وبامتياز، وقطعت شوطاً طوياً من مشروع الدويلات الثلاث، المتمثّلة بالدولة السنية في الغرب والتي تمتلك مخزون كبير من الغاز، والفوسفات، والكبريت بكميات كَبِيرَة، وإراضي ذات تربة خصبة ومؤهلة للزراعة، ودولة شيعية في الجنوب غنية بالنفط، واُخرى كردية في الشّمال ذات طبيعة خلاَّبة.

الرؤية الامريكية تقوم على أساس تأسيس جيش من المكون السني على غرار حرس الإقليم في كردستان، من أجل إتمام مشروع التقسيم.

السفير الأمريكي ستيوارت جونز يركز دائماً على إقليم الأنبار، ويقول لا يمكن أن يستقر العراق إلا بوجود جيش سني تناط به مهام حماية الإقليم.

الأكراد يعولون كثيراً على الإنفصال في ظل وجود حُكومة إتحادية تتعارض مع أهدافهم المرسومة، والتي تتمثل بقيام دولة كردية كبرى، بضم محافظة كركوك، وأجزاء كبيرة من سنجار، ومنطقة سهل نينوى، إضافة إلى مدينة طوز خورماتو.

إفرازات الحروب، والمشاكل السياسية، من تجاذبات، وخلافات، وسرقة المال العام، وظهور مجاميع مسلحة خارجة عن القانون علناً، إنعكست سلباً على الشعب العراقي، والتعامل مع المواطنين على أساس المذهب، والمناطقية، ولد حالة من اليأس، وعدم الرغبة بالأستمرار في ظل هذه الظروف القاسية.

خياران أحلاهما مر، أما العيش في ظل التمييز، ونبذ الآخيرين، وإذلالهم، بدوافع طقوسية ودينية، أو تحديد المصير بإقليم يضمن لك العيش بسلام وأمان، مع توفر حقوق المواطنة بشكل كامل، ولكن على حساب تقسيم إرض العراق، الممزق أصلاً، من قبل الطبقة السياسية الحاكمة.

أبناء المناطق السنية تتحدث وتروج لمشروع الأقاليم، لأنها عانت الأمرين، من قتل وتشريد، وتفجير للمنازل، والمعاملة السلبية، من قبل أبناء المناطق التي نزحوا إليها، وتشديد الإجراءات الأمنية عليهم، وإجبارهم بالوقوف على شكل طوابير طويلة لغرض إستحضار ما يسمى (الكفيل)، بينما الإيرانيون يتجولون ويدخلون متى ما أرادوا، من دون تأشيرات دخول، الأمر الذي قضى على أمل وحدة الشعب وأراضي الوطن.

اتحاد الصحفيين العراقيين

أحدث المقالات