جون ناش (1928 – 2015) المصاب بالفصام أوجد نظرية اللعبة وحاز على جائزة نوبل (1994) بسببها , حضرتني نظريته اليوم , وقد تبين أن ما حصل في دول المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم , لعبة شطرنج متقنة بيادقها الكراسي التي تتسلط على العباد , ويتم تحريكها وفقا للمصالح المرسومة.
فمنذ تأسيس دول الأمة بموجب معاهدة (سايكس- بيكو) (1916) , تحقق تنصيب الذين يخدمون مصالح الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى , ولا يوجد شخص تم وضعه في الكرسي وعمل لصالح الوطن والشعب الذي تسلط عليه.
فالجميع وبلا إستثناء يؤدون أدوارهم , وعندما تحين نهايتهم يُساقون إلى سوء المصير.
ومَن يتوهم أنه سيخدم الوطن تدور عليه نواعير الويلات ويسقط في دوامة إنقلابية دامية.
فدول الأمة عاشت مراحل إنقلابات وما تسمى بالثورات , منذ بدايات الخمسينيات حتى إنتهى الأمر عند ختام القرن العشرين , إذ تبدلت قوانين اللعبة , وتحقق تفجير البالونات الملونة وتحويلها إلى ركام , وأخرجت مسرحيات نهايتهم بأبشع المهارات النفسية والسلوكية والتسويق الإعلامي الفائق التأثير.
فعلينا أن نقر بأن دول الأمة بلا سيادة , وقادتها ينفذون أوامرا ولا يستطيعون إتخاذ قرار حر , لأنه سيتعارض مع المصالح والأطماع , وسيؤدي إلى الإنقضاض على الذي تجرّأ النيل من المصالح المطلوب تأمينها.
إنهم ضللوا الأجيال بأن دولنا أوطان حرة وذات أنظمة سياسية وطنية , وتوالت الأجيال وهي في وهم الدولة والوطن والحكومات الوطنية , وتبين أن الحقيقة المرّة ليست كذلك , وإنما الجميع كانوا وكلاء لتنفيذ أجندات الفاعلين في المنطقة.
ولا تزال الحالة كما هي , وهذا يفسر كيف لمنطقة تمتلك أكثر من ثلثي الطاقة الأرضية , وشعوبها تعاني الحرمان من أبسط حقوق الإنسان , ولا تنال ما يحافظ على حياة حرة كريمة للمواطنين.
فهل أن الحكومات كانت وطنية حقا؟!!
” وللأوطان في دم كل حر…يد سلفت ودَيْنٌ مستحق” !!
د-صادق السامرائي