يعد القمار ظاهرة أشد فتكا وخطرا للمدمنين على هذه اللعبة المحرمة بكل الاديان السماوية ، وهو طريق لانحلال وتدمير الأسر والعائلات … فالمقامر المدمن هو الذي تولدت عنده روح النزعة الفردية في امتلاك المال ولديه الاستعداد ان يسلك كل الطرق المنحرفة للحصول عليه.
لقد غزت مجتمعنا الإسلامي للأسف ظواهر غريبة وعجيبة لا تتوافق مع أسلوب ونمط وعادات مجتمعنا العربي و الاسلامي المحافظ على الموروثات المجتمعية الصحيحة والتقاليد الأخلاقية النابعة من منهج الدين الاسلامي وقد
حرم الله عز وجل القمار وذلك في قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون”،والحكمة من تحريمه، يظهر من خلال عدة أسباب من ضمنها:
القمار يجعل الإنسان متهورا وفاقدا للسيطرة على نفسه ويحاول كسب المال السريع ، يكسب من خلال الحظ ويبني آمالا فارغة، بعيدا عن العمل والجد وعرق الجبين، زيادة على كونه أداة لتشتيت العائلات، كما ان المقامرين يعانون من مشاكل نفسية ما يسببه من إذلال وعداوة بين المقامرين، وتعد هذه الظاهرة من الظواهر الرىيسية التي تهدد المجتمع امنيا واجتماعيا بما تلحقه من سلبيات خطيرة في التوغل في الجرائم كالسرقة والاعتداء والقتل .
والقمار ممارسة وسلوك تهدرالوقت وتبدر الجهد وتضييع المال وتدفع بصاحبه إلى الإفلاس والتهلكة و ما يرافقها من سرقة وغش، الشيء الذي سينجم عنه صراعات ومشاكل وتوليد الحقد بين اللاعبين.
وتعرف جلسات القمار أجواء يصاحبها شرب الخمر وتناول المخدرات، جلسات تكون مرتعا لأصحاب السوابق العدلية والمنحرفين، الذين قد يختلط معهم الهواة فيكونون ضحايا لهذه الجلسات التي تبيع الوهم ويكون الكاسب هو من يجيد الغش والسرقة والاحتيال
شباب ويافعون يجرون وراء سراب الربح الذي سرعان ما يخبو ويتلاشى، ولا يبقى غير فراغ جيوبهم، بعد رهنها بأرقام ورموز وأشياء أخرى..تجذبهم كالفراشات نحو الأنوار الكاذبة .
ومن الضروري جدا ان تقوم المؤسسة الحكومية بدورها الرقابي والمجتمعي المسؤول والحد من هذه الظواهر التي تنتشر في الشوارع والمقاهي وخصوصا في فترات الاعياد والمناسبات وان تضع لها القوانين الصارمة والرادعة بالتعاون مع الهيئات التشريعية للحد من هذه الظاهرة الدنيئة التي لا تنسجم مع المعايير الاخلاقية والسلوكية والشرعية .