دولنا مستعمرة فكريا , ثقافيا , نفسيا , عقائديا وعسكريا , وتحاول أنظمتها المتسلطة فيها خداع المغفلين بأنها تقاوم أسيادها وأولياء سلطتها , والحامين لمراتعها في الكراسي.
أنظمة حكم لا تحيص ولا تفيص , وتدّعي بأنها قادرة على أن تحيلها خبيص!!
تلك لعبة سمجة!!
فالمنطقة ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى ودولها غنائم حرب لهذه القوة أو تلك , وكل قوة لها آلياتها اللازمة لتأمين إفتراسها للغنيمة التي فازت بها.
فدولنا في نظر الدول القوية أسلاب حرب , ومن حقها أن تفعل بها ما تشاء , ولا يزال الحبل على الجرار , والجماعات الوطنية والقومية وغيرها من الأحزاب الثورية والفئويات المؤدينة تدّعي ما لا قبل لهابإنجازه.
وتجدها تخاف من ظلها , فما أن يُوجه إليها تهديد ما , حتى تندحر في جحورها , وتستكين متملقة لأسيادها , وتؤكد لهم بأنها لعبة لا غير للحفاظ على ماء الوجه وإدامة مسيرة الخداع المظفرة.
منطقة مستلبة الإرادة , تعتمد على الآخرين في كل شيئ وتتحدى!!
أية مهزلة هذه؟
تتحدى مَن؟
أولياء نعمتها الذين يطعمونها وينتجون لها ما يعينها على الحياة المعاصرة!!
منطقة تعتقل أبناءها , وتصادر عقولهم , وحرياتهم , وتحيلهم إلى أرقام وقطيع , وتحاول الظهور على أنها قوية وقادرة على مقارعة القابضين على أعناق أنظمة حكمها.
كفى ضحكا ولعبا على المغفلين , فقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
و” لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن…فالقوم في السر غير القوم في العلن”!!