الأرض العربية رقعة شطرنج ودولها بيادق , وعليها يلعب اللاعبون ويحركون البيادق كما تشاء المصالح وتقتضي التوجهات.
واللعبة ذات طبيعة إفتراسية بحتة تحسب فيها الموجودات فرديا وجماعيا , على أنها أرقام مجردة من القيمة العددية ويتحقق تصفيرها لتمرير الأهداف المشاريع.
فهناك بيادق صغيرة يتم تحريكها لقضم البيادق الكبيرة , بمساندة وإيعاز من اللاعبين المهرة , الذين حضروا للتباري على المكتسبات والإستحواذ على الثروات.
والعجيب في دول المنطقة أنها ما إستشعرت بأنها تقوم بدور البيدق , وربما إستلطفت ذلك وتمادت في الإذعان والخنوع والتمتع بإمتطائها من قبل الآخرن.
فلا توجد دولة إلا وقد تبيْدقت وإستسلمت للاعبين بمصيرها , والفاعلين بها كما يشاؤون ويشتهون ويمررون.
وفي جميع النزالات لا يخسر اللاعبون بل يتوافقون على النتيجة التي ينتفي فيها الغالب والمغلوب , ويتم تقاسم الفريسة وقتل البيادق بعضها بالبعض.
ومعارك البيادق المرهونة بإرادة القوى اللاعبة مستمرة ولن تنتهي , لأنها تدر أرباحا جمة وتغني عن الخسائر والجهود اللازمة للوصول إلى الهدف , لأن البيدق المُستهدف هو الذي يحقق الإمساك بالهدف المطلوب.
فكل دولة بيدق , والرقعة تتبدل فيها المواقع والبيادق وفقا لتبدل اللاعبين , لكن النتيجة واحدة , والخسائر جسيمة فيها وعليها , واللاعبون يفوزون بأرباح كبيرة , والبيادق تعاني والشعوب تتمتع بقهر وظلم وإستعباد ومصادرة لأبسط حقوقها , تحت أنظار اللاعبين المسرورين بإكتفائهم بغيرهم من بيادق الإمتطاء المريح.
وعلى هذا المنوال تدور نواعير التداعيات الأليمة , وتتحقق المسيرات الوجيعة في بلدان المنطقة , المتبيدقة المرهونة بإرادة مصالح الآخرين.
فهل من قدرة على الخروج من قبضة البيْدَقة؟!!