23 ديسمبر، 2024 1:25 م

لعبة الانتخابات … ياصديقي

لعبة الانتخابات … ياصديقي

نقل لي احد الاصدقاء الذين يتمتعون بعلاقات واسعه وتأثير واضح في بعض الاوساط ومكانه اجتماعيه لايحسد عليها مما جعله محط انظار بعض المرشحين الذين يرغبون بخوض الانتخابات النيابيه القادمه منهم الجديد واحدهم من الاعضاء في مجلس النواب الحالي والذي يرغب بالترشح لدوره ثانية يقول فوجئت به بعد قطيعت طويلة له معي بسماعي جلجلة صوت خارج منزلي احدثت في نفسي القلقل دفعتني ان اقفز من مكاني مهرولا مستفسرا عن ذلك , ما ان هممت بالخروج حتى طرق سمعي طرقاعلى الباب بقوة اندفعت مسرعا نحوه واذا بي ارى صديقا كنت قد شطبته من سجلاتي ومحوت صوره من ذاكرتي ودفنت ذكرياته  في اعماق نسياني غير نادما عليه , الحياء والخجل دفعني ان ارحب به بعد ان اناخ راحلته  بعجلات الدفع الرباعي وحط رحاله باشيائه امام باب داري حاملا حقيبة سوداء من الجلد الخالص, , هللت به مرحبا وادخلته داري مرحبا , صديقي طال غيابك وغابت صورتك لاربع سنوات خلت منذ ان توليت عضوية مجلس النواب قلت له معاتبا , لاصديقي الاشغال والمهمات واشياء ضرورية حالت دون ان ازورك , صديقي العزيز اتصلت بكم كثيرا وارسلت اليكم رسائل مستفسرا عن وضعك واهل بيتك ولا من مجيب , سكت واطرق برأسه الى الارض لم ينبس ببنت شفه, لم استغرب ولن أتفاجأ فهذا حال العديد من ابناء بلدي في سنواته الاخيره , بعد تقديم اصول الضيافه له قلت له مستفسرا ها صديقي آآمر زيارتكم لله في الله ام هناك شيء آخر , اجابني اليوم لم تكن على طبيعتك معي , لم اجبه لانه عرف جواب سؤاله , قل لاتخجل فانا أخبرت بالرجال وما تكنه انفسهم في مثل هذه الاوقات , فتح حقيبته ووضع اشياءا جميله على طاولة كانت تفصلني عنه هذه مجموعة هدايا ااا أختر ماشأت منها او بالاحرى كلها لك قائلا لي, عجبي ااااا نظرت اليه باحتقار وقلت له بعد ان لممتها وارجعتها لحقيبته , لست بحاجة لها فانت تعرفني جيدا بمثل هذه الامور , ,, صديقي لاعطر يقربني اليك ولاربطة عنق احتاجها منك ولامالا امد يدي اليه كل الذي اريده ان تبوح لي بما في داخلك ,, اطرق مجددا ولم يجب صديقي ساتبرع لك بما يجول في خاطرك أجبته .. تريدني سلما للصعود مرة اخرى لما تحلم به في عضوية مجلس النواب اليس كذلك ؟؟؟ لالست سلما عفواانما عونا نعم والله هي كذلك , وهل تستحق ذلك انت ؟ انتبه من غروره فاغرا فاه ماالذي جرى لك ؟ هل تعرف انني فقدت ابي  ووالدتي واعزة عليّ في سنوات عزك الاربعه؟؟؟ ولم تتصل او ترسل برقية حزن لي ثم قلت مستفسرا كم مظلوم رفعت مظلوميته ومشروع خير سعيت لاءرسائه وعاطل عن العمل وجدت له زاوية يكتسب منها رزقه ويسد بها رمقه ويحمي عائلته من الضياع وفقير اعنت ويتيم ساعدت وارملة اعدت البسمة لوجهها المغبر بعد ان ملاءته الايام سواد الحزن على فقد الاحبة والاعزة ؟؟؟ لم يجبني ناسيا ان جرحي منه ينزف ودموعي المدرار لم تتوقف وقلبي يعتصر آلما ,, صديقي انت لاتستحق لانك ناكر للجميل غير آبه بمشاكل شعبك وابناء منطقتك . اذهب فلم يعد في القلب مكانا لك او جذوة نور فيك فقدافلت وانطفأت ذكراك الى يوم يبعثون, انهى صديقي كلامه والدمع يترقرق بين مقلتيه .
  وتساءلت مع نفسي كم من هذه النماذج الان تطرق الابواب وتقيم الدعوات وتعمل المهرجانات والامسيات والندوات وتجمعات العشائر وزيارة المرضى ومنتديات الشباب والتواضع بالتعامل واستغلال المنصب وعجلات ووقود واموال وحمايات وعساكر تؤمن الطريق من الدولة ؟؟؟ألا نخجل من انفسنا ونستحي على كرامتنا تبا لكم ولافعالكم ألم تقرأوا يوما عن حياة الصحابه وقصة أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما كان خليفة على المسلمين وكيف ردع اخيه عقيل على ان يعطيه مالا من بيت المال وكيف أطفأ نور الفانوس عندما اكمل عمله وتفرغ لسماع شكوى اخيه اين انتم من ذلك وارى الكثير منكم يهرع لكل مصيبة يمر بها لاءقرب مرقد ويحتضن شباكه لينقذه من فعل نفسه وما أجترأت عليه ذاته , تدعون انكم  اولياء لهم خسأت افعالكم وتبرأ ولائكم منكم فانتم لاتمتون لهم بصله وابعد ماتكونون عن اوامرهم وفعلهم واخلاقهم  .ألا تعلمون أن ساعة الحسم قريبه ولن يفيد الندم .