لعبة الأمم… روليت اللاعبين !!

لعبة الأمم… روليت اللاعبين !!

تتمايز الأمم والشعوب في نماذج الإدارة الاستراتيجية.. ويتناسب هذا التمايز طرديا مع القوة الغاشمة وعكسيا مع القوى الرادعة.. كيف ذلك؟؟
تاريخيا عرفت الحروب بالسيف لعل الإسكندر الكبير ثم المغول أبرز الشواهد على القوة الغاشمة في تدمير دول المدن او الإمبراطورية العباسية المتهالكة.. ثم تطورت الصناعة الحربية بظهور المدفع والسفن الحربية.. فكان اكتشاف أمريكا نموذجا لها. عزز بحروب الاستعمار ووضعت اتفاقات وتسفاليا ثم فيينا أصول اللعبة الاستراتيجية بين الأمم التي لم تنجح باندلاع الحرب العالمية الأولى وتقدمت ايدولوحيا النازية بعناوين الامتداد الاستراتيجي واملاء الفراغ السوقي باندلاع الحرب العالمية الثانية.. وفي نتائج كلا الحربين ظهرت الرغبة الدولية بالردع الإيجابي من خلال عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة التي احتل فيها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية كراسي دائمة العضوية في مجلس الأمن وحق نقض قراراته!!
 وخلال حقبة الحرب الباردة.. منحت الإدارة الأمريكية الشركات الدولية حق الاستثمار في نتائج البحث والتطوير العسكري والفضائي بعد مرور ٥ إلى ١٠ سنوات على استفراغ الأغراض العسكرية من هذه الأبحاث.. وتطورت الحالة إلى ما عرف بنموذج الشركات متعددة الجنسيات التي ترتبط بالبنوك الأمريكية وتدار بسبطرة من البنك الفيدرالي الأمريكي.. من جانب.. ومن شارع البنوك في لندن من جانب اخر  حتى باتت المنظمات الدولية الاقتصادية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ثم منظمة التجارة الدولية تحت سيطرة ثنائية من قبل الفيدرالي الأمريكي وشارع البنوك في لندن نتيجة حجم المساهمة المالية لكليهما.
في هذا السياق نجحت الادارات الأمريكية في فرض تدوير أرباح البترودولار.. وتحولت عملة الدولار الى عملة ورقية بضمان الاقتصاد الأمريكي فقط.
كل ذلك يمضي باتجاه ان نموذج الصهيونية العالمية التي نجحت في مد نفوذها إلى الكنيسة في الولايات المتحدة الأمريكية عبر اكثر من ٥ الالاف كنيسة كبيرة بعنوان المسيحية الصهيونية.. بعد ان كانت لا تتجاوز العشرات في اواسط القرن الماضي.. وحصل ذات الأمر في القارة الأوروبية.. حتى باتت عوائل يهودية تدير الاقتصاد الدولي مثل روكفلر و روشتيلد وغيرهما.
وايضا تواصل التقدم النوعي والكمي للشركات متعددة الجنسيات التي تدير حوالي ١٨ تريليون دولار في السوق العالمي منه أكثر من تريليوني دولار في السوق الصيني واقل من تريليون في النمور الاسيوية.. وايضا الهند ضمن ذات النموذج للشراكة الاقتصادية.
وبعد انهيار جدار برلين انضم الاتحاد الروسي لذات النموذج للشركات متعددة الجنسيات بما جعل الاقتصاد الروسي الاستثماري تحت إدارة الفيدرالي الأمريكي بشكل غير مباشر!!
ما بين هذا وذاك.. حصر الفائزون في الحرب العالمية الثانية امتلاك السلاح النووي عابر القارات على واشنطن وحلف الناتو وموسكو وحلف وارشو.. مع مراعاة امتلاك ما وصف بالامم النووية الصغيرة السلاح النووي مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية والجنوبية.. ناهيك عن إسرائيل التي لم تعلن صراحة حتى اليوم عن امتلاك السلاح النووي!!
في ضوء كلما تقدم.. ما زالت قواعد لعبة الأمم للفائزون بالحرب العالميه الثانيه سائدة ومعمول بها.. والحرب بالوكالة وتسويق الاضاليل عما يمكن أن يكون في إدارة التنافس الاستراتيجي في عالم متعدد الاقطاب مجرد اوهام مقابل مصالح الشركات متعددة الجنسيات التي تدار من قبل عقول أمريكية اولوياتها الفكرية صهيونية متجددة وفق متغيرات استثمار نتائج برامج البحث والتطوير الأمريكية او الأوروبية.. التي تبقى تستورد العقول المبدعة من العالم الثالث. الواضح أن العقول الهندية من أكبر العاملين في وادي سيلكون الأمريكي.. كذلك يمكن ملاحظة ان مدراء المشاريع في مؤسسة بكتل الأمريكية من أصول اسيوية او شرق متوسطية ناهيك عن الأصول الأفريقية!!
في المقابل.. هناك مساعي ومحاولات من بعض الشركات الكبرى الخروج عن بيت الطاعة الأمريكي.. وإيجاد سوق عملات دولي متنافس.. الأمر الذي يعتبر كعب اخيل للفيدرالي الأمريكي.. منا جعل الرئيس ترامب يهدد بفرض ضريبة ١٠٠٪ضد اي منتجات تباع بعملة البريكيس مثلا!!
هنا تظهر نماذج من لعبة الروليت الروسي المعروفة بوضع رصاصة واحدة وإطلاقها على الراس!!
روليت الملاعب الدولية مقابل لعبة الأمم التقليدية. تجعل الرغبات الصينية لاستثمار إنتاجها عبر التصدير المريح بعنوان الحزام والطريق.. او محاولات إيران استخدام الصواريخ الاستراتيجية لو المسيرات نحو العمق الإسرائيلي… يجعل لعبة الروليت نموذجا للتعامل بالربح والخسارة.. وهذا يتطلب شروط إضافية وخبرات ميدانية… وتماسك وطني.
هكذا تنتظر الصين والهند والنمور الاسيوية عقود طويلة.. للخروج من لعبة الأمم التقليدية نحو نموذج الروليت الروسي مع الشركات متعددة الجنسيات بإدارة أمريكية…عملت خلالها على ترسيخ البناء الذاتي للدولة.. والعدالة والانصاف في التعليم والصحة.. وفرص العمل متعددة الأطراف تبدأ في المشاريع العائلية الصغيرة لتدخل مصفوفة إدارة قطاعات العمل الخاص برعاية تصدير من الدولة.
فيما فشل العراق وربما تفشل او تنجح إيران فيه.. مقابل الاصرار الصهيوني على إطلاق الصفحة الجديدة من الشرق الأوسط الجديد.. والمباشرة بمشاريع نفط وغاز شرق المتوسط.
التساؤلات الوقحة جدا.. هل تدرك الكثير من القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عراقيا الإجابات على كلما تقدم؟؟
ام انها تضع الرؤوس في رمال الولاء والبراء في الإسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد بانتظار قرارات من مرجعيات احزابهم  ضمن دول الإقليم الشرق اوسطي.. بينما هذه الدول تراعي مصالحها  على حساب وكلاءها هنا وهناك؟؟
والسؤال الأصعب. كيف سيتم التعامل مع العصر الصهيوني الجديد وما زال نظام مفاسد المحاصصة لا يمتلك تعريفات متفق عليها للعدو والصديق؟؟
فيما كل حزب بما لديهم فرحون!!! من دون أي انجاز للعدالة والانصاف الاقتصادي والاجتماعي!!
وايضا اين يكمن ادراك مراكز التفكير وبيوت الخبرة العراقية من كل هذه المتغيرات الدولية والاقليمية؟؟
تساؤلات تبدو أقرب إلى لعبة الروليت الروسي منها إلى لعبة الأمم. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات