26 نوفمبر، 2024 11:03 ص
Search
Close this search box.

لطفا عسى ان يصيبكم ثواب ما فيها بإذن الله‎

لطفا عسى ان يصيبكم ثواب ما فيها بإذن الله‎

اللهم صل على محمد وآل محمد صلاة ترغم انوف اعداء آل محمد
ممن يدعون حب النبي وأهل بيته الطيبين الطاهرين
ويبغضون صحابته الابرار

من المعروف أن فئة قليلة لا تتجاوز الـ 5% من مدعي الاسلام ومتبعي دين بني فارس الحاقدين على الاسلام وأهله جرّاء دحرهم وتقويضهم للإمبراطورية الفارسية التي كانت أحدى امبراطوريتين عظميين في زمانها مع الامبراطورية الرومية البيزنطية والتي لم تتمكن حتى امبراطورية الروم من دحرها بالرغم من الحروب الكثيرة بينهما عبر التاريخ.

 

فجاءت دولة الاسلام الفتية الراشدة في عهد خليفتها الاول وصاحب رسولها وصدّيق الأمة لتدخل جيوش المسلمين تحت قيادة خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني الى العراق وتقترب من عاصمة كسرى المجوس في مدائن العراق. ثم في عهد الخليفة الراشد الثاني وفاروق الأمة (الذي يفرق حبه بين المؤمنين والمشركين الى يوم يبعثون بتسمية رسول الله (ص) له بهذا الاسم) … ليقرر الفاروق شن حرب على امبراطورية الفرس العتيدة وإطفاء نار مجوسيتهم بنور الاسلام بعد عقده لمجلس اركان حربه بضمنهم الامام عليا (رض) الذي أشار عليه في كلمة عصماء مازال يتردد صداها الى اليوم بأن لا يذهب بنفسه لقتال الفرس انما يعين قائدا ميدانيا لجيوش الاسلام يختاره من بين كبار الصحابة لهذه المهمة الصعبة والشبه مستحيلة فإن قتل القائد وانهزم الجيش (لتوقع صعوبة الانجاز واستحالة  التحقيق) فان دولة الاسلام الراشدة لن تنهار لان خليفتها وقائدها موجود في مدينة رسول الله (ص) فيكون ملاذا وحصنا للمتراجعين… وكعادته استجاب عمر بن الخطاب لمشورة مستشاره ونائبه وحبيبه علي بن ابي طالب (رضي الله عنهم أجمعين) وعين سعد بن ابي وقاص (رض) قائدا لجيوش المسلمين التي لم تكن لتتناسب مع عدد وعدة جيوش الفرس الساسانيين وقدراتهم وخبراتهم العسكرية عبر تاريخ طويل. وانطلقت الجيوش بعد أن القى فاروق الامة كلمة فيهم لخص فيها تعليماته وإرشاداته لجند الله وأتباع محمد (ص) فساروا على بركة الله متطلعين الى إحدى الحسنيين أما النصر أو الشهادة.

 

ووقعت الواقعة واشتبكت جيوش المسلمين والفرس المجوس على أرض قادسية العراق في  حرب إعجازية استمرت لأربعة أيام بلياليها تم فيها دحر الجيوش الجرارة لإمبراطورية كسرى وأخذت جيوش المسلمين المنصورين بفضل الله وتأييده تطارد فلول الفرس الى داخل اراضي امبراطوريتهم المنهارة حتى تحريرها بالكامل من رجس نار المجوس وتسلط امبراطورية الشر على شعوب كانت تتطلع ليوم الخلاص الذي حققه الله جل شأنه على ايدي العرب المسلمين من اتباع محمد (ص) وجنده الميامين.

 

ومنذ ذلك الحين استشاط الفرس غضبا وحقدا وغِلّا جراء هذه الصدمة التي لم يكن يحسبون لها حسابا ولا يتوقعونها ومازالوا لحد يومنا هذا يعانون من هذه الصدمة التي أطارت لبهم وأطاحت بعقولهم.. فعلموا أن هؤلاء القوم الذين عاشوا في الصحراء وحواضرها لم يكن لهم أن يكونوا بهذه القوة والمنعة لولا دينهم الذي قلب أحوالهم من الضياع والفرقة والصراعات الى التوحد والتنور والإيمان المطلق بأسمى الغايات. فقرروا أن يعبثوا بهذا الدين ويفرقوا بين المسلمين ويبتدعوا دينا يقسموا به المسلمين ويشيعوا بينهم الحقد والبغضاء الى ما شاء الله. فلما لم يجدوا في كتاب الله منفذا لهم وعلموا أن الله تعهد بحفظ كتابه وذِكرِه المبين التفتوا الى التاريخ فحرفوه وأضافوا اليه اساطيرهم وخرافاتهم التي يجيدونها خير إجادة ثم قاموا بتأويل آيات الله حسب أهوائهم ومتطلبات دينهم المناقض للإسلام بالكامل…. وحاولوا في دينهم هذا التركيز والتشديد على بغض من كان سببا في زوال امبراطوريتهم البائدة كالخليفة الراشد الاول والثاني وابنتيهما زوجات رسول الله (ص) وأمهات المؤمنين (بنص القرآن العظيم) فحاولوا إظهارهم كمخالفين لرسول الله وكمغتصبين لحقوق أهل بيته وأن المسلمين جميعهم ارتدوا بعد وفاة الرسول الاكرم (ص) إلا قليل منهم لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة مخالفين بذلك نص القرآن وحقيقة التاريخ ومنكرين لعظمة الله وقدرته على حفظ دينه وكتابه وتحقيق ارادته في إظهار هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون.

 

فكان من بدعهم وضلالاتهم أن حددوا أهل البيت بأربعة فقط وحسب أهوائهم ومقاصدهم الخبيثة واستثنوا زوجات الرسول (ص) أمهات المؤمنين اللائي خاطبهن الله في كتابه المبين (سورة الاحزاب) قبل آية التطهير (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وخاطبهن فيما بعدها من الآيات للتأكيد على حقيقة أن زوجات النبي هن من أصل أهل البيت وبنص كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ثم ادعوا أن الصلاة على محمد وآله لا تشمل إلا محمدا (ص) والأربعة أصحاب الكساء بزعمهم.. علما أن حديث الكساء مصدره واحد لا ثاني له وروي عن أم المؤمنين عائشة الصديقة ابنة الصديق (رض). فظن اتباع الفرس ودينهم المحرف أن قولهم آل محمد لا تعني إلا ما أوحى لهم به دجالوا الفرس وكذابيهم… أي تعني أصحاب الكساء (رض). ولكن الله لا بد فاضحهم في كتابه الذي فيه تفصيل كل شيء وهدى ورحمة للعالمين. فلنرى قول الله الفصل في هذا الامر.

 

لو تتبعت كتاب الله فلن تجد فيه لفظة (آل البيت) فالقرآن يعبر عن أقارب رسول الله وأهله بألفاظ محددة هي (أهل البيت) (القربى) (عشيرتك الأقربين) … ولا وجود لـعبارة (آل البيت) مطلقا… انما هي لفظة ابتدعها من أراد في الدين تحريفا وللمسلمين تضليلا… فكلمة (آل) وردت في القرآن مشفوعة باسم نبي أو اسم عدو لنبي بعدها مثل (آل عمران وآل ابراهيم وآل يعقوب وآل لوط وآل موسى وآل هارون) و مثال على أعداء الانبياء (أل فرعون). وكلمة الآل في القرآن لا تعني (أهل البيت او الاقرباء) انما معناها أوسع وأشمل فهي تعني الاتباع والتلاميذ والجند… وآل الانبياء هم أتباعهم وتلاميذهم وجنودهم وكل من سار على نهجهم. ودليلنا القرآني على ذلك هو وصف الله عز وجل وتفسيره لكلمة (آل) عندما تحدث رب العزة عن آل فرعون قائلا : ({ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) } (سورة البقرة 49 – 50) … فهنا آل فرعون المغرقون هم جنده وأتباعه ولا يمكن تفسيرها على انهم أهله وأقرباءه فقط وقد وردت لفظة (آل فرعون) في الكتاب عدة مرات وكلها تشير الى هذا المعنى.

 

فمن هذا التفسير القرآني نستنتج أن لفظة (آل محمد) تشمل أهل بيته وصحابته وأتباعه وجنده وكل المؤمنون به إيمانا حقيقيا لا تشوبه زائفة او تحريف بل وتشمل كل المسلمين الحقيقيين. فنحن جميعا ان شاء الله من آل محمد … حتى وإن لم نكن من أهل بيته. وأما الذين يؤكدون على الصلاة على محمد وآله ويظنون أن الآل هم (أهل البيت فقط) فقد خابوا وخاب فألهم فهم بصلاتهم هذه انما يصلون على النبي وأهل بيته وصحابته والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين … شاءوا ذلك أم أبوه… فالله أركسهم وجعلهم يصلون على من حاول الفرس المجوس الافتراء عليهم وبث الحقد والبغضاء لهم على مر العصور … وصدق الله العظيم إذ قال (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

أحدث المقالات