23 ديسمبر، 2024 2:06 ص

إقالة وإحالة على التقاعد لمجموعة من المسؤولين بتهم فساد وافساد وفشل في الاداء الاداري ، هكذا تنتهي قصصهم على قاعدة ” الفات مات ” فيرحلون مع الجمل بما حمل غير آسفين على إقالاتهم أو تقاعدهم !
قاعدة ” عقاب ” تتخذها حكومة السوداني لمواجهة شلال الفساد والفشل الاداري ، تشكّل سنّة يحتمي خلفها ” شلّة الفاسدين ” وهم يستلقون على ظهورهم من شدّة الضحك على ما آلت اليه أمورهم ، شاكرين الحكومة على سيفها البتار في مواجهة الفساد ، السيف الذي كان من المفترض، منطقياً ،أن يسوقهم الى سوح القضاء بدلاً من العودة الى بيوتهم بما اكتنزوا من زمن الاباحة الفسادية والمنهبة العامة لأموال الشعب ، وبدل ان يقضوا بقية اعمارهم خلف القضبان عقاباً على استهتارهم بالمال العام وتجاوزهم على حقوق الآخرين وافشالهم لأي إحتمال ، مهما صغر ، للاعمار أو معالجة الخلل البنيوي في مؤسسات الدولة ، بدل كل ماينبغي ان يحصل ، تكافئهم الحكومة الرشيدة بإجازة راحة وارتياح مقرونة برواتب التقاعد التي لايستحقونها ، فقد اخذوا ” حصصهم ” الى يوم الدين بلا رقيب ولا حساب !!
ما الحكمة من إقالة مسؤول فاسد أو متدني الإداء ، بعيداً عن المحاسبة القانونية ؟
ما ” النموذج ” الذي سيقتدي به اللاحقون اللاهثون الى المناصب البديلة عن ” رفاقهم ” في أحزاب الفساد ؟
البدلاء من الأحزاب نفسها ، فالتحاصص القاتل هو الحاكم في تقسيم الكعكة العراقية ، كما يقولون انفسهم علناً دون أي خجل !!
وهم ” الاصلاح ” على طريقة مكافأة الفاسدين، لاينتج الا المزيد من الخراب والتراجع والانغماس اللعين في خداع الجمهور ، الخداع الذي يوهم ، من ان البلاد سائرة بعون هذا التخاذل الحكومي الى طريق المستقبل المشرف !
فعلاً ، كما يقال ، غريب أمور عجيب قضية ، أن ترفع شعارات “محاربة الفساد” و”الضرب بيد من حديد” و ” لامكان للفاسدين ” و” احذروا شلّة الفاسدين ” ، فيما يطلق سراحهم بكفالات تدعو الى السخرية من تجييرها القانوني ، واقالتهم دون حساب ومنحهم التقاعد ثواباً على ما ارتكبوه من جرائم فساد بحق هذي البلاد !
أي كوميديا سوداء نعيشها بين أضراس طبقة سياسية فاسدة ، وصفهم بوقت مبكر محمد حسنين هيكل بـ ” مجموعة من اللصوص استولت على بنك ” !!
طبقة سياسية فاسدة أوصلت الجمهور الى قناعات القبول بالفساد والمفسدين على ان يحكّموا ” ضمائرهم ” في اللصوصية ويمنحوا فقراء البلاد بعضاً من فتات ما سرقوه !!
“من أمن العقاب أساء الأدب “، هكذا قالت العرب العاربة والمستعربة وفلسفات التربية الاجتماعية شرقيّها وغربيّها والكتب السماوية والاديان غير السماوية
والنظريات السياسية الوضعية والحكماء !
فمن أي ملّة انتم ؟
من أي فكرة أتيتم ؟
وأي عقاب سينتظركم ، يوم الدين وماقبله إن انفجرت حوصلة الشعب ؟