سرقوا النشيدَ الوطنيّ مِنْ جيوبنا الباذخاتِ بالخيبةِ , والأيامَ الباقيّةِ لنا وزّعوها ما بينَ السيّاراتِ المفخخةِ وجبهاتِ الأقتتال , أكّدوا لنا بانَّ الموتَ في زمنِ الفتنةِ وتحتَ العَلَمِ فرصةً لا تعوّض فاستبقوا المكرمات , طَوَوا أحلامنا الكثيرة وكثيراً ما حلمنا خلفها بمدينتنا الفاضلة ,إكتضّتْ خرائبُ تواريخنا بخساراتٍ تلاحقنا أيّنما نولّي فثمّةَ فجيعة ,حتى الأيمان زحزحوا أركانهُ فخذلتنا السماء حينَ إستيقنتْ بأنَّ دعواتنا محض إفتراء . متأخرةً دوماً تشرقُ شمسنا وكأنّهم تعاهدوا معها بألاّ تشفي جراحاتنا المزمنةِ , يرطنونَ بالأمجادِ التي حصدناها مؤخراً والفتوحاتِ المدنّسةِ , ما يربكنا أكثر هذا الصباحِ الملثّمَ في طرقاتٍ علّقوا في مفتراقتها تصاويرنا المجعّدةِ , بالكادِ نعودُ لبيوتنا بعدما نقرأُ آيةَ الكرسيّ أكثرَ مِنْ مرّةٍ بمرارةٍ , تذوّقنا الموتَ كثيراً بعدما وزّعوهُ علينا في بطاقاتِ التموينِ , جاهزٌ معنا نكدّسهُ في غرفِ المعيشةِ بدلاً مِنَ الطعام ينتظرنا متململاً . غنِّ أيّها الشعبُ المنتفخ بالوعودِ الكاذبة , مرحى لهديركَ يحتشدُ صفّاً واحداَ يسدُّ منافذَ الدعارةِ , إخلعْ ثيابَ الصمتِ والخنوعَ وتعمّدْ بحريتكِ المستباحة في زنازينهم , الساكنونَ في بروجهم إقتحمْ أسوارَ قداستهم المستوردة , المجدُ لكَ أيّتها المدنُ المفجوعةِ بالطاعونِ أخرجْي منْ كهوفِ العزلةِ , فقوافل العودةِ لاحتْ في الأفقِ تطرّزُ خارطةً جديدةً وتفتحُ مزاراتكِ تهتفُ وتمزّقُ ليلهم الأرعن .