ضجت مواقع التواصل والصحف والمجلات الورقية والإلكترونية على مدار الـ 48 ساعة الماضية بشيخ أزهري ضرير إسمه ، إيهاب يونس ، وهو إمام وخطيب مسجد “علي بن ابي طالب” بعد ان ظهر وهو يغني على الهواء مباشرة على صوت الطبلة والناي أغنية ” لسه فاكر كان زمان ” ﻷم كلثوم وما أدراك ما أم كلثوم ، الفلاحة التي اكتشف صوتها اليهود كما جاء في كتاب ( يهود النيل ) يوم كانت تعمل في مزارع القطن التابعة لهم وانتجوا أغانيها ولحنوها وأطلقوها الى العالم برعاية رجل اﻷعمال اليهودي (ليتو باروخ) لتسكر بخمرياتها أمة بأسرها تحت يافطة ( كوكب الشرق ) الذي شعشعت أنواره وقدست أسراره لدى العاشقين والسكارى والهائمين بها فأختزلوها بـ” شع قدس “، وأشهر أغانيها في بواكيرها الفنية كانت بعنوان ( الخلاعة والدﻻعة ..مذهبي !!) والتي إحتفلت القناة 33 الاسرائيلية بذكراها الـ 42 في عرف سنوي وبثت مجموعة من أغانيها الشهيرة وفي مقدمتها (اﻷطلال) ﻷن- ثومة – كما يحلو لعشاقها تسميتها تركت اﻷمة العربية مهمومة ، وهجرتها بعد ضياع القدس والجولان والضفة الغربية وسيناء ، أطلالا ينعب البوم فيها وينعق الغراب ، والتي ازيح الستار العام الماضي عن شارع بأسمها ( شارع أم كلثوم) شرق القدس بحضور رئيس البلدية الصهيوني ، نير باركات، على أنغام أغنيتها ( أنت عمري ) ، ووو – اللي يزعل ، خل يزعل ، أي مشكلة ماكوووو ، بطاطا – الكارثة أن الشيخ الموجه المحشي ظهر وهو يرتدي عمامته وزيه اﻷزهري كاملا غير منقوص في برنامج “ست الحسن”، المذاع على فضائية “أون إي” المصرية وكأنه يقول للأمة جمعاء بلسان الحال ﻻ المقال :
لسة فاكر..كان زمان هناك وعظ وإرشاد رصين ، كان هناك صدق وعلم وإحسان !
لسه فاكر يوم كان هناك أمر بمعروف ونهي عن منكر باليد والقلب واللسان !
لسه فاكر يوم كان هناك رجال ﻻيخشون في الله لومة لائم وﻻيتملقون رئيسا وﻻ حاكما وﻻ ملكا وﻻ سلطان !
لسه فاكر يوم كان الخطيب يكتب خطبته بنفسه بما يتوافق مع متطلبات وواقع منطقته الاجتماعية والعشائرية والدينية التي يخطب فيها ومدى حاجتهم اليها – وﻻ ترسل له كوبي بيست عبر البريد الالكتروني السريع او البطيْ ، مايصلح منها لمنطقة المنصور الغنية الراقية يرسل الى منطقة بوب الشام الفقيرة الشعبية – يوم كان الخطيب ينأى بنفسه عن مواطن الشبهات ومرابض الشيطان وﻻيرعى في مرابعها كما تفعل القطعان !
لسه فاكر يوم كان الامام يدعو الى الخير والفضيلة داخل المسجد ، في اﻷسواق والمدارس والجامعات وفي كل مكان !
لسه فاكر يوم كان الامام والخطيب يدعو لسجناء الفكر والرأي والدعوة بالفرج وكشف الغمة واطلاق السراح ورفع الظلم عنهم بدلا مما يحدث اليوم من الدعوة للفرعون والجلاد وقاضي السوء وووووالسجان !!
لسه فاكر يوم كان الخطيب يعلم الناس علوم الصرف والنحو والبلاغة والمنطق والعقيدة والفقه واصوله وﻻيلحن في خطبته ماطاب له من نصب ورفع وجر بالمقلوب ووووبأبشع اﻷلحان !
لسه فاكر ، يوم كان أصحاب الصوت الشجي من المشايخ الكرام كالمنشاوي والحصري والطبلاوي وعبد الباسط والحافظ خليل يترنمون ﻻبالغناء والرثاء في المحافل وانما بالقرآن ، ﻻ في الفواتح ومجالس العزاء والاحزان بتسعيرة محددة و أثمان ، تارة بالدولار وأخرى ياليورو أو التومان ، حيث القهوة والغيبة والنميمة ولعن الميت بدلا من الترحم عليه واستعراض مثالبه بإنتظار ميراثه ووبس ، وسط غمامات من البخور والفحش والبذاءة والدخان !
لسه فاكر يوم كانت العمامة والجبة ﻻتخلع إﻻ عند النوم فقط ، داخل البلاد وخارجها، ﻻ أن تخلع في أوربا وتلبس في بغداد كما يفعل المعمم أياد جمال الدين ، وغيره كثير وﻻداعي لذكر اﻷسماء .
لسه فاكر يوم كانوا يؤلفون قلوب اﻷمة ويوحدون صفوفها ويثنون على رعيلها اﻷول خيرا ﻻ أن يشتموا الصحابة وآل البيت عليهم الرضوان ، كما يفعل الإمعة المعمم ، ياسر الحبيب، من العاصمة البريطانية لندن ، وكذلك المعمم صدر الدين القبانجي، حتى باتا في الطعن والتشكيك واللعن بيضة القبان !
لسه فاكر يوم كان المشايخ يعلمون الناس كتاب الله تعالى قبل ان يتخذوه والناس مهجورا ” تفسيرا ، وحفظا ، وتلاوة ، واحكاما ،وامثالا ، وقصصا ، ومعان ويشرحون لهم أحاديث النبي المصطفى العدناني من قبل صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء قبل ان يرفع بصوت أحدهم الشجي .. الاذان ، قم يابلال فأذن ثانية ولتنظر الدنيا بأجمعها ماوصلت اليه رزايانا وخطايانا ، قم وأذن فإن الوقت بالفعل قد حانا ” .
لسه فاكر يوم كان من الشيوخ اسود ودعاة كعمر المختار ، عبد الكريم الخطابي ، القسام ، الجزائري ، الزهاوي ، ومحمود غريب ، وكشك ، الشعراوي ، الندوي ، ديدات ، المودودي ، احمد ياسين ، وبقية ﻻيعدهم عد وﻻيحصرهم حصر في مختلف الاصقاع والبلدان !
قلتها قبل يومين ﻷحد المشايخ الكرام وأيدني في ذلك تعقيبا على تصريحات أحدهم اﻷخيرة والتي أثنى فيها خيرا على إدارة ترامب – ابو كذلة – كونها تقود العالم الى السلام العالمي على حد زعمه وووصفه ، قلت : ” ان بعض المشايخ في العراق واﻷمتين العربية والإسلامية أخذوا وبخلاف المطلوب منهم يفتنون الناس ويشككونهم في دينهم وقرآنهم وسنة نبيهم ..حقيقة لامجازا !!”
عودوا الى ربكم ، الى قرآنكم ، الى سنة نبيكم ، الى علمكم اﻷصيل ﻻ الدخيل ، إبتعدوا عن القصور عن تعظيم الزعماء عن تقديس القبور ، قبل ان يلعننا اللاعنون ويضحك علينا المعفنون، ان كنت ” لسه فاكر” أمجادنا أيام زماااان، قبل فوات الميعاد واﻵوان و” كفاية بقى تعذيب وشقى” وإن كنت ناسي …أفكرك ! .اودعناكم اغاتي