23 ديسمبر، 2024 7:18 ص

لسعة : الفوضى الخلاقة !

لسعة : الفوضى الخلاقة !

الـغـرب لا يـعـادي الإسـلام ، كـمـا بـعـضـهـم يـدعـون ، أو يـضـنـون ! 
 والـدلـيـل أن فـي الـولايـات الـمتـحـدة وحـدهـا مـن الـمـسـاجـد ودور عـبـادة الـمـسـلـمـيـن مـا يـضـاهـي عـددهـا الـكـثـيـر من الـمـسـاجـد فـي بـعـض بـلـدان الـمـسـلـمـيـن . ولـكـن يـعـلـن الـحـكـّـام ، وشـعـوبـهـم عـدائـهـم الـمـطـلـق للأفـكـار الـمتـطـرفـة عـنـد غـالـبـيـة الـمـسـلـمـيـن .
 وكـان الـغـرب ، والـعـالـم الـحـر قـاطـبـة ً ، يـغـازل الـعـرب والـمـسـلـمـيـن درئـا ً للـخـطـر الـشـيـوعـي الـقـادم مـن أقـاصـي الـشـرق ، بـحـكـم الـتـقـاطـع الأيـدلـوجـي بــين الأفـكـار الـمـاديـة ( الإلـحـاديـة ) وبـيـن الأفـكـار الـمـثـالـيـة ( الميتافيزيقية ) فـي الـبـلـدان الـتـي يـبـسـط نـفـوذه الـواسـع عـلـيـهـا الـمـسـلـمـون .
ولـكـن بـعـد انـهـيـار الـشـيـوعـيـة فـي الاتـحـاد الـسـوفـيـتـي ، وسـقـوط جـدار بـرلـيـن فـي ألـمـانـيـة ، تـغـيـر الـحـال ، وأضـحـت بـلـدان الـغـرب ، تـعـد الـدراسـات الإستراتيجية ، لـكـيـفـيـة الـتـعـامـل مـع الـخـطـر الـقـادم ( الـجـديـد )
وكـانـت أول مـن ابتـدعتـهـا الـدكـتـورة كـونـدلـيـزا رايـس ( خـبـيـرة الإستـراتـيـجـيـات ) قـبـل أكـثـر مـن عـقـديـن مـن الـزمـان ، وهـي ( إستـراتـيـجـيـة الـفـوضـى الـخـلاقـة ) والتـي تـدور رحـاهـا الآن فـي الـعـالـم الـعـربـي والإسـلامـي ، والتـي خـلاصتـهـا (  دعـوهـم فـيـما بـيـنـهـم يتـنـاطـحـون  )
فـالـعـالـم الـمتـحـضـر يـعـي جـيـدا ً إن هـؤلاء الـسـيـاسـيـون الـذيـن يـلـهـبـون حـمـاس الـنـاس بـالـشـعـارات الـديــنـيـة . ومـقـاتـلـة الـكـفـّـار ، لـيـسـو سـوى ( طـلاب سـلـطـة ) وشـغـوفـون بـهـا حـد الافـتــتان ، فـمـنـحـوهـم مـا كـانـوا بـه يـحـلـمـون ، ووضـعـوهـم عـلـى دفـة الـحـكـم ، بـدلا عـن أن يـحـرضـوا الـرعـاع ، وأصـحـاب اللـوثـات الـعـقـلـيـة ، ويـدفـعـونـهـم للانتـحـار بـيـن صـفـوف الـنـاس الأبـريـاء ، تـحـت ذريـعـة الـجـهـاد الـمـقـدس ، وبـقـيـة التـراتـيـل . لـقـد غـزى الأمـريـكـان الـعـراق ، وبـمبـاركـة كـافـة دول الـعـالـم الـحـر ، وهـم يـعـلـمـون عـلـم الـيـقـيـن بـأنـه ( أي الـعـراق ) خـال ٍ تـمـامـا ً مـن أسـلـحـة الـدمـار الـشـامـل ، ولـو كـان يــمتـلـكـهـا ، لـَـمـا دخـلـوه ، ولـكـنـهـم أدركـوا بـأنـه الـحـلـقـة الأضـعـف ، الـتـي سـتـتــفـكـك بـعـد سـقـوطـه بـقـيـة الـحـلـقـات ، وقـد حـصـل مـا أرادوا ، وسـيـحـصـل الـمـزيـد مـمـا يـريـدون ، فـهـل يـدركـهـا الـغـافـلـون ؟