27 ديسمبر، 2024 5:30 ص

لسعة : الخنصر والبنصر !

لسعة : الخنصر والبنصر !

 استـمـعـت قـبـل أيـام ( لـروزخـون ) يـدلـي بـمـحـاضـرة فـي الـهـواء الـطـلـق ، يـعـض فـيـهـا الـنـاس عـلـى تـقـوى الله وطـاعـتـه ، وتـحـدث عـن قـول مـنـقـول عـن سـادس أئــمـة الـشـيـعـة الإثـنــي عـشـريـة تـفـيـد بـأن عـلامـات الـمـؤمـن خـمـس : –
قـول بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم  ، و تـعـفـر الـجـبـيـن ، وزيـارة الأربـعـيـن  ، والتـخـتـم بالـيمـين ، وصـلاة الـخـمـسـيـن .
ولـنـا مـع الـتـاريـخ ورواتـه الـكـثـيـر مـن الـتـحـفـظ والاسـتـهـجـان  ، فـهـذا عـبـد الله بـن الأكـثـم ، الـذي عـاصـر صـدر الإسـلام ، وشـارك فـي الـكـثـيـر مـن الـحـروب والـغـزوات يـنـشـج وهـو مـسـجـى فـي رمـقـه الأخـيـر ، فـيـقـول : لـقـد نـقـلـت عـن رسـول الله ( ص ) خـمـسـة آلاف حـديـث لـم يتـحـدث بـهـا ( أي الـرسـول )
ولـسـت الآن بـوارد الـتـصـدي لـصـحـة الـقـول مـن عـدمـه ، ولـكـنـي وجـدت وعـلـى الـفـور الإجـابـة الـواضـحـة للـسـؤال الـذي راود مـخـيـلتـي مـنذ سـنـوات ، عـن سـر ارتـداء السياسيين وكـبـار الـضـبـاط والـمـوظـفـيـن والـمـقـاولـيـن ورجـال الأعـمـال الـجـدد ! ومـعـلـمـيـن ، وحـمـالـيـن ، وصـغـار الـشـرطـة ، وحـمـايـة الـشـخـصـيـات  ( الـخـواتـم الـفـضـيـة ) الـمـرصـعـة بـالـعـقـيـق  الأحـمـر والأزرق ، ومـنـهـم مـن مـلأ أصـابـعـه ابتداء ً مـن الـخـنـصـر وثـم الـبـنـصـر والـوسـط والـسـبــّابـة واسـتـثـنـى الإبـهـام ، وكـلـمـا كـثـرت الـخـواتـم وتـعـددت ألـوانـهـا دل َّ ذلـك عـلـى سـمـو الإيـمـان ، والـتـقـرب إلـى الـرحـمـن ، والـتـواضـع والـحـنـان ….  (( واللـه زمـان ))
أي ريـاء ٍ هـذا . وأي ضـحـك سـمـج عـلـى الـذقـون ، وهـنـا أعـنـي ( إنـهـم يـضـحـكـون عـلـى ذقـونـهـم ) لأنـهـم يـعـلـمـون ( ولا أستـثـنـي أحـدا ً ) إن بـيـنـهـم وبيـن الإيـمـان ،  فـراسـخ وشـطـآن   .
إنـهـم فـاسـدون ومـفـسـدون ، يـسـرقـون الـمـال الـعـام الـمـؤتـمـنـيـن عـلـيـه ، يـهـدرون الـوقـت الـثـمـيـن ، لا يـعـنـيـهـم الـوطـن ، ولا الـمـواطـن ومـشـاكـلـه وهـمـومـه ، لا تـهـمـهـم نـواح الأرامـل والأيـتـام  والـثـكـالا ، ولا تـحـزنـهـم مـآسـي الـضـحـايـا الأبـريـاء .
 اخـتـلـس الـنـظـر إلـى خـواتـمـه ، وأشـاهـد بـأم عـيـنـي عـمـلـه ، فـأدرك دون عـنـاء أن مـابـيـن أعـمـالـه الـمـشـيـنـة ، وخـواتـم الإيـمـان ، سـاحـة ٌ تـرعـى بـهـا الـغـزلان … ! 
 لـم َ لا يـجـعـلـوا أعـمـالـهـم الـصـالـحـة تــتـحـدث عـنـهـم ، بـدلا ً مـن خـواتـم الـدجـل والـريـاء  ؟