المسرحيات السائدة بممثليها ومخرجيها المعممين , تعرض في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي , لخداع الناس وتضليلهم والإمعان بتنويمهم وتعطيل عقولهم , ومصادرة إرادتهم وإدامة إستعبادهم , وترقيدهم في حواضن السمع والطاعة.
ويبدو أن هؤلاء المعممون أبواق كراسي , أو أنهم موظفون للقيام بدور المعارض للسلطة قولا , وفي قرارة أنفسهم معها , وبوجودها كسبوا المغانم والمقامات العالية وتنعموا بالحياة على أحسن ما يكون عليه التنعم والرفاه.
فتراهم يجتمعون بالناس ويلقون بخطبهم التي تنتقد السلطة وما تسببت به من ضيم وقهر للناس , ومن حولهم الرتع ينصتون ويصدقون ويزدادون تبعية وإذعانا لهم , فهم ينطقون بلسان حالهم ويعبرون عن معاناتهم ومواقفهم بالكلمات.
أما إذا جئت إلى الأفعال فلن تجدهم إلا مع السلطة بقضها ونفيضها , ولو لمست ما يوجعهم ويهدد مصالحهم وغنائمهم , لثاروا بوجهك وكشفوا معدنهم , بل وكم منهم قد زل في خطبه وكشف عن عوراته النفسية والإعتقادية وعاهاته الطائفبة المقيتة.
فهم من أزلام السلطة وأحباب الكراسي , ومهمتهم أن يوهموا الناس بغير ذلك لكي يستكينوا ويذعنوا , وبهذا تتمكن السلطة من الإمعان بقهرهم والنيل من إرادتهم وتجميد وجودهم في ثلاجات الضلال والبهتان , والذين في الكراسي وما حولهم من العمائم المرائية المتاجرة بدين , يستولون على كل شيئ تطاله أيديهم التي تسبّح باسم ربها الذي يرزقها من حيث لا تحتسب.
وتأتيك خطبهم ومواعظهم والناس تصدقهم وتتعجب من جرأتهم وحماستهم , وما هي إلا تمثيل وضحك على ذقون المغفلين الراتعين في مرابعهم , وهي أشبه بالفضضة والعمل على تحقيق الترويح النفسي للناس المهضومين المحرومين , الذين يكابدون أيامهم ويئنون من وجيع الحرمان والإمتهان والعدوان على أبسط حقوقهم الإنسانية.
عمائم تجارية تتعبد في محاريب الكراسي , وهي بؤرة الفساد الوخيم , والبلاء المقيم , والولاء لأعداء الوطن والدين القويم!!
فابخسوا بضاعتهم فالواحد منهم إبن عم شيطان رجيم!!