22 ديسمبر، 2024 7:52 م

لزم المرايه… أو شايف وجهك بالمرايه

لزم المرايه… أو شايف وجهك بالمرايه

وهذا مثل للذي يرى قبائح وجهه ونفسه ويتفاجأ بها، فلم يجرؤ احد ان يقول له: (انت قبيح)، ولذا يضيف قبائح اخرى الى قبائحه، وفي هذا يحكى ان تيمورلنك جلب الحلاق ليحلق له شعره، وعندما انتهى الحلاق ، طلب تيمور لنك المرآة، وحين نظر بها بكى بكاء شديداً واعقبه نديمه بالبكاء، وتمكن بعض الحاشية من التأثير على تيمور لنك، فتوقف عن البكاء، ولما سئل عن السبب، قال: ما كنت أتصور قبح وجهي الى هذه الدرجة، الا ان النديم استمر بالبكاء دون انقطاع، وكلما حاول الحاضرون إيقافه كان يزداد بكاء، ولما سئل عن السبب، قال: ان تيمور لنك شاهد وجهه لحظة واحدة وبكى كل هذا البكاء، فكيف لا ابكي كل هذا البكاء وانا أراه كل يوم، وبعد خمس عشرة سنة عجاف مرت على الوطن بصحبة هذه الوجوه التي لم يجرؤ احد على وضع المرآة أمامها، لتنظر الى قبائحها التي أوصلت العراق الى العيش الذليل وسامت العراقيين سوء العذاب، وبلا خجل من الماضي يترشحون لدورة رابعة او خامسة، وكأن أمر تدمير العراق بهذه الطريقة لا يعنيهم، ومنهم من يبحث عن المريدين والأتباع في المحافظات مستغلين جوع الجياع الذي تسببوا به هم وليس سواهم، لقد ترك صدام وجوه العراقيين تحتوي على النور بعض الشيء، أما الآن فقد شاهت الوجوه وغزت الأمراض الشعب، فأية مرآة ستري هؤلاء عريهم أمام الآخرين.

كنا ننتظر الموازنة لنرى متغيرات المرحلة بعد ارتفاع سعر النفط، وكنا متفائلين ان مرتبات المسؤولين ستتغير، وتنخفض على اعتبار انها فلكية ولا يمكن استمرار السرقة بحجة المرتبات، لكنهم ابقوا عليها وبلا خجل أيضا، بل عمد الانكليزي العريق الى تفعيل نظام الضرائب الذي كان يراه في انكلترا، ظانا ان مرتبات الانكليز هي نفس مرتب الموظف العراقي الذي لا يكاد يسد رمقه، واقصد الموظف الشريف، أربع سنوات ينادون بتطوير القطاع الخاص بلا نتيجة؛ لان نظام الضرائب يجبى عادة من القطاع الخاص الذي تسهل له الدولة كل إمكانات العمل وعليه تكون الضريبة موازية لحجم الخدمات المقدمة من الدولة، أما نحن فالكهرباء التي خصخصت لم تشفع لنا لدى صاحب المولدة، وبقي نفس الطاس ونفس الحمام، فقد اعترف المستثمر ان خمس ساعات قطع مبرمج هو ما ينتظرنا، ولذا صرنا ندفع للمستثمر ولأصحاب المولدات، صار اي منا يقسم مرتبه ولا يجد منه شيئا في نهاية المطاف، ما عاد لنا من 3.8 سيتضاعف أضعافا مضاعفة، وستذهب الأضعاف للموبايل والسكائر والماء والكهرباء بلا بيبسي او نركيلة، سنعود أدراجنا بموازنة 2018 الى سنوات الحصار بلا بطاقة تموينية، وسيكون البيبسي والموز حصة الاغنياء، وربما يكون البصل حصتنا في المرحلة المقبلة مع ديون ستستمر الى ابناء ابنائنا، وهم سيتمتعون بشقق فارهة في الإمارات، ولندن وبيروت وسيستمر هذا الحال الى ابناء ابنائهم، عتبت على صديقي الدكتور الذي رشح للانتخابات، وقلت له بالحرف الواحد: انت معدنك نظيف لماذا تريد ان توسخ نفسك بهذه القذارات؟، لم يعد في القوس من منزع وعلى من افشل التظاهرات السابقة يقع اللوم، فقد كانت الحكومة تستجيب لطلبات المتظاهرين، لكنها بقدرة قادر مقتدر صارت تتجاهل الشعب وما يقول، ولا تريد ان تنظر بالمرآة لترى قبحها وهي سادرة في غيها بعد ان صارت اميركا سنداً ومسنداً كالخنفساء قوادة العقرب.