18 ديسمبر، 2024 10:01 م

لزمة: عذر , مبرر , دليل
العالم يتفاعل مع ما يرى في زمن هيمنة الصورة والخبر وإنتشارهما بسرعة الضوء.
وأمتنا تقدم لزمات لا تعد ولا تحصى , وتتهم الآخر بما يصدر عنه من مواقف وتصريحات وسلوكيات.
على سبيل المثال , نتحدث عن ديننا الرؤوف الرحيم , ونقدم مشاهد وحشية مروّعة بإسم الدين , وتجد المسلم يقتل المسلم وينتهك حرماته.
والدول التي تتحكم بأنظمة حكمها قوى مؤدينة ترفع رايات الإسلام وهي في أشد حالات الفساد , وضياع الأمان وإنتصار الظلم والعدوان البيني المؤدي لصراعات إستنزافية فظيعة.
أسلوب تقديم أنفسنا للعالم يرسّخ مفاهيم مضادة لجوهر القيم والمبادئ التي ندّعيها.
من الأساسيات الفاعلة في الحياة أن ” الدين العمل”.
فهل أن أعمالنا تقدمنا للعالم على أننا كما ندّعي بأقوالنا.
الذين يطلعون على أسس ومرتكزات الإسلام , لا يجدونه عندنا , بل يرون دينا آخر , مبني على أقوال فلان وفلان , من الذين أنزلناهم في مراكز مقدسة , وجعلناهم فوق الرسل والأنبياء , وينوبون عن الرب أيا كان توصيفنا له.
ما نظهر به أمام العالم مرآة وجودنا , والعامل الأهم في بناء الرأي الآخر حولنا , فتجدنا في صدمة كبرى , ونحن نستمع ونشاهد ما يقولونه عنا.
متوحشون , لا يرحمون , يسفكون الدماء , يحتقرون الإنسان , ويصادرون قيمته وحقوقه!!
كلها وغيرها صور ننقلها للعالم ونريده أن يصدق ما نرى لا ما يرى!!
فهل نستطيع إنارة زوايا وجودنا؟!!
د-صادق السامرائي