23 ديسمبر، 2024 4:36 م

اصبحت معروفة للجميع تلك الهالة العجيبة التي يدور في فلكها كل مشروع للتنمية او لاعادة الاعمار في بلدي ، مناقصة لاترسو الا على شركة اجنبية او عربية تربطها علاقة صداقة او مصلحة  – بصدفة بحت – مع  مسؤول تشريعي او تنفيذي ، والمصيبة انها لا تنفذ المشروع (لدواع امنية ) ، فينتقل ذلك المشروع الحميم الى شركة اخرى ، وبقدرة قادر فان الشركة التي تبدو اكثر مغامرة من الشركة الام ترتبط بمسؤول اخر بعلاقة من نوع ما ، وهذه بدورها تراجع حساباتها فتتنازل عن تنفيذه مقابل (ملايين اخرى من الدولارات الى شركة ثالثة وهذه قد تكون عراقية ، ومما لاشك فيه انها على علاقة وطيدة مع مسؤولين كبار وليس مسؤولا واحدا ، كما في الحالتين السابقتين ، ومنها الى شركة اصغر لها اقارب ودعم عشائري في منطقة المشروع المنشود  ، لتقوم بانجازه  بربع القيمة المقدرة له ( هذا ان انجزته ) ، فيظهر للعيان هشا غير مطابق للمواصفات ممتلا بالعاهات ، وتكشف النزاهة عن ملف فساد جديد وتحمل المسؤولية لعدة جهات ، وبعد تبادل الاتهامات يصدر القضاء امرا بالقاء القبض على عدد من المسؤولين ، لكن الوقت يكون قد فات ، وطار المطلوبون في الطيارات .
الإعمار مرتبط بالأمن ،هذا متردده حكومتنا المعطاء وهي محقة بذلك ، والامن حلم ، والاحلام بعيدة عن الواقع والمناقصات لاتتوقف والمشاريع شبه وهمية ،هكذا  في حلقات محكمة تدور مليارات العراق  لتنتهي الى جيوب متخمة لكنها لاتشبع ابدا ، وتطمح الى دورة انتخابية ثالثة ، لتضم مستقبل احفاد احفادها .
سؤال يتردد في الآفاق ، لماذا ينفق المرشح ملايين الدنانير على حملته الانتخابية ويضحي باموال – الله اعلم من اين جاءت – طائلة ، ليفوز بمقعد تشريعي او تنفيذي في الحكومة المركزية او الحكومات المحلية ، عندما سُئل احدهم قال: اريد ان اخدم بلدي ، وحين راى الإنكار في عيون الإعلامي الذي كان ينتظر جوابا افضل قال : وهذا لايعني انني لن استفيد من وجودي في المنصب ، ويالها من استفادة اذا داعبت اوتار عدد من المشاريع  ، محال  انجازها من غير ان يتناقلها العشرات بين شركة ام واخرى قربية الام وثالثة خالة لمسؤول ورابعة يملكها قريب بعيد للمسؤول ( ومن هل المال حمل جمال ).
 اذاً من المستفيد من المفخخات والعبوات وكواتم الاصوات ، المواطن في المحافظات الغربية ، الشمالية ، الوسط ام الجنوبية ؟ ، لاشك ان كل هؤلاء ينتظرون انجاز مشاريع الماء والكهرباء والبنى التحتية  ، ويحلمون بانقضاء الدواعي الامنية ، وعودة الحياة الوردية ، فمن المستفيد  لاادري؟!