23 ديسمبر، 2024 3:27 م

الماس، فحم عادي تحت ضغط ودرجة حرارة معينتين. اليوم لم نعد نسمع عن معارك او حروب من اجل الفحم بل عن حروب ساخنه من اجل الماس ، وماسة الشعر هي من فحم الكلام او فحم اللغة الامر سواء، وكثير من المطابع تنتج فحم اللغة لا عليك انت مجبر ان تقرأ هذا الفحم بحكم الهواية أو الاحتراف وقليل جدا ما يكون هذا النتاج ماسا نقيا،ساميا،متعاليا كما عند”هوميروس “أو “فرجيل ” أو”مالك ابن الريب”واذا كان تحول الفحم ماسا هو من معارف الفيزياء فكيف لتحولات فحم اللغة أو الكلام الى ماسة الشعر وبأي ضغط ؟وما هي الحرارة التي تنتج عقدا يضيء روح الانسان في لحظة من الزمن ؟ ماهو هذا البرق الذي يغير حطام الوجود الشخصي الى توق يعادل نشدانه عشبة الخلود ؟لاشيء يأتي من لا شيء هكذا يصرخ” لير” بوجه ابنته “كورديليا” وما من عدم يعينك على قوة الوجود . برغم ان رؤية العدم قد تحيلك الى حواف الزهد أو التصوف ،ولكن قد يحيلك ايضا الى الانتحار على طريقة “كاليكولا ” الذي أدرك عمق البحيرة، ولغة الماس،ربما لها القدرة في ان تسحق حتى قوة العقائد،بل تستطيع ذلك،ونص من الشعر قد يصل انجازه في التأكيد أو الالغاء ما للكتب المقدسة ،ليس على طريقة الشعر الذي أجمله أكذبه …. هذا عندما كان المدح غرضا. لكن عندما تكون الاهداف غير ذلك ،يكون للشعر بسالته في ان يحررك من العمى وينزع عنك صفات المخنث ليطلق فيك غريزة النوع الفاوستي .. وفرق بين فاوست شبنغلر وفاوست غوته . هنا لا مجال لــ ” الخنيث ” وأنت تقرأ أو تستقصي نشيدا لــ ” نضال القاضي ” هرس اللغة الكاذبة وأزاح عفن الأقاصي في روح الانسان ليست قضية سهلة مثل هذه انطلاقا من “كم جارح كل هذا العبد ” والقيد جارح بما يكفي ان يخزن الصديد . جمر اللغة هي بعض هذا الحل !!اثنا عشر نصا .. نشيدا ، اثنا عشر هوميرية تستطيع فعل النار في صديد اللغة . ماس يقطع ولا يقطع لتجربة تخدش حياء اللغة العاقلة وخجل الكلام المهذب كما في ديوان ” بينالي عواء وبسكويت “
هنا تتعرف على بطش لدغة الافعى في تخريب السائد أو الذي سيصير سائدا .”نضال القاضي ” تحمل على ثقافة السائد في فحم المطابع ، ولدغة لثقافة اختيار العناوين دونما أسئلة .. لغة تزجر المتخلف وبقايا المعالف ، فالنصوص الكبيرة لا تقتات من الحشائش ، هنا التجربة تشابه التجربة المرعبة التي مر بها “مالك ابن الريب” عندما لدغته الأفعى ليقول ألمه في نص انساني لا يمكن مضاهاته ، وها هي نضال القاضي تصرخ في ” وادي الفضاء ” لتغسل عار البيوت والشوارع معلنة بأن “بغداد كيس عظام “وبأن الوطن ليس حرا بدرجة وطن ..