كثر الحديث هذه الايام عن موضوع الاقاليم ومجريات الوضع الحالي في البلاد.. وبرز بعض السياسيين من سياسيي الصدفة بخطاباتهم المعسولة حول انقاذ اهلهم بهذه المشاريع التقسيمية السايس بيكوية الجديدة ودون مراعاة لوطنية وعروبة ووحدة بلدهم.. قسم منهم ذهب وحضر مؤتمرات في دول الجوار على اساس انه يمثل الطائفة الفلانية والاخر يمثل المذهب اوالعشيرة الفلانية.
ذهبوا وكانهم ممثلون حقيقيون أومدافعون عن حقوق هذه الطبقات المجتمعية دون اذن او موافقة احد وسولت لهم انفسهم الدنيئة بانهم مخولون ببيع او ايجار هذا الجزء من العراق بحجة الاقليم الفلاني ونسوا وتناسوا انهم الان بعد ان دخلوا في مضيق السياسة وعدم قدراتهم على تقديم الافضل لناخبيهم اصبحوا لايملكون شبر واحد اودار سكنية يستطيعون السكن فيها وتحولوا الى زبائن فنادق مشردين بين دول الجوار لايستطيعون العودة الى اهلهم وناسهم لانهم اصبحو منبوذين من المجتمع العراقي…
لقد تناسى هؤلاء يتامى المحتل ودول الجوار ان العراق قوي باهله مهما كانت مذاهبهم ومعتقداتهم واديانهم ويكفينا فخراً اننا نحن قيادة العالم الذي حولنا…. يكفينا فخرا ان الشيعة في العراق هم قادة الشيعة في العالم الاسلامي ويزيدنا فخرا ان السنة هم مراجع وقادة للسنة في العالم ويزيدا فخرا ان اخواننا اكراد العراق هم من يقودوا ويساعدوا اخوانهم في القومية اكراد دول الجوار وفخرا على فخر ان ابناء الديانة المسيحية العراقيين الاصلاء هم اصحاب الكنائس الشرقية التي يمتد تاريخ انشاءها اكثر من الف سنة. وهكذا كل بقية المعتقدات والاديان والقوميات الاخرى من تركمان وصابئة وايزيديين وغيرهم .. فهل هذا التاريخ المشرف فيه شيء معيب. اننا مهما كانت خلافاتنا بيننا بسبب طبقات سياسية محسوبة على العراق لكننا متوحدون عندما ينادي المنادي…. وا عراقاه…. نعم ان اشهد واعترف انها مرحلة صعبة نعيشها اليوم ولكننا سوف نتجاوزها باذن الله الواحد الاحد… فبغداد مرت عليها ازمنة وعصور رياحها سوداء ونهر دجلة يشهد عندما تغير لون ماءه مرتان مرة الى الاحمر وهو لون دم الضحايا الابرياء الذين قتلهم هولاكو ومرة ازرق بسبب لون الحبر عندما رموا كل المخطوطات والكتب في مياهه… ولكنها ازمة ومرت… نعم سوف يصحوا العراقيين يوما ما ليجدوا بينهم غرباء يتكلمون بلغتهم ويقسمون بنفس قسمهم ولكنهم ناس رعاع لايخافون من الله ولايعرفون الحق وسوف يطردوهم ويرجع العراق معافى مشافى في جسده وسوف تسقط كل نظريات التقسيم وفكرة الاقاليم الرعناء… وسوف تذهب هذه المسميات مع اصحابها الى جهنم وبئس المصير….
عاش العراق ?? شعبا طيب الأعراق بكرده وعربه وتركمانه بمسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين وايزيديين… بطيب حضارته بشيعته وسنته بدجلته وفراته ببغداد المنصور…… بنفط البصرة وبرتقال ديالى ولبن اربيل ومناسف الانبار وخبزة الموصل…. بحضارة اشور وبابل… بمقدسات النجف وكربلاء…بدماء الشهداء الغوالي… سوف تبقى ياعراق جبل اشم. لايستطيعون الوصول الى قممك المرضى اللاهثين وراء المال لينالوا منك ومن وحدويتك……
وابشر باهلك العقلاء الذين لم ولن يتركوك لحظة واحدة لعاديات الزمان مهما كان الثمن فانت العراق العراق في كل قلوب اهلك ومحبيك………