من عمري، كنت اسمع وانا في حديقة دارنا صوت الهتافات وهي تردد “ماكو زعيم الا كريم” في الشارع الذي كان يحتضن دار عائلتي والمعروف بشارع الزعيم.
عندها كنا نركض، نحن الاطفال، الى مدخل البيت لنتابع بنظراتنا سيارة الزعيم وقد توقفت أمام داره، التي كانت قبال دارنا، ليترجل منها عبد الكريم ليحيي الجموع المرافقة لسيارته عندها فقط كان يدخل داره المتواضعة.
كان هذا السيناريو يتكرر كل يوم حتى جاء ذاك اليوم الذي حفر في ذاكرتي الطفولية عندما توقفت سيارة الزعيم أمام باب دارنا وانا مرفوعا على ذراعي والدتي، عندها أطل الزعيم براسه وراح يسأل والدتي : اشلونج ام داود؟ فردت عليه : الحمد لله والشكر زعيم الله يحفظك. وانت عمي داود شلونك؟سالني قاسم. عندها تملكني الخجل لكن الزعيم فتح الباب وقال لي: ” تعال وياية نسوي جرخلة بالسيارة”.
لم اتردد لحظة قفزت إلى ذراعي الزعيم وجلست بحضنه وهو يطلب من السائق أن ينطلق وجمع من الأطفال يهتفون وهم يعدون وراءنا “ماكو زعيم الا كريم”.