22 ديسمبر، 2024 11:54 م

لا اعلم لماذا وصلنا الى هذا الحد من الانحدار والجميع يشاهد التدني في كل شيء، الخدمات الصناعة الزراعة والاهم من ذلك الاخلاق…. لكن هنالك سبب ما هذا من ابجديات الحقيقة المغيبة في متاهات الدروب المظلمة، أصبحنا نصدق الحقائق المزيفة ونتحدث خارج إطار المنطق، ونعيش بلا سبب للعيش.

الى كل من يشكل جزاً من فوضى العراق، اياك أعنى ابتعد عن الذات وتبريرك لإفعالك وانظر الى الحقيقة بعين صادقة، اليس العراق أصبح ساحة للفساد في كل مكان ثم في نهاية المشهد يتسيد الفساد هذا ما نعيشه في عراق الديمقراطية الحديث او عراق الحداثة والحرية غير المؤطرة بشيء يحد من بشاعة الانسان ووحشـيــتـه الحيوانية.

نعم هو الفساد الذي دمر الحرث والنسل واتخذ اشكالاً متعددة وكلاً يبحث في نطاقه ومكان توسعه وادواته وشخوصه فالفساد الاداري قصة بعديد المشاهد يخرج منها فلماً متعدد الاجزاء لإيصال المعنى وامتاع المشاهد بكل تفاصيل الاحداث في زمن الانتقال الى الديمقراطية…
اما الفساد المالي فذاك قصة اخرى تصاغ بشكل مسرحية شبيهة بمسرحية الزعيم التي اوجزت حال الزعماء العرب في زمن عانى ولا زال يعاني الكيان العربي من التشرذم والتخلف والانحطاط والتأخر لكن لا يمكن لمسرحية من وصف حال العراق وما يعانيه من ويلات في حاضرنا الديمقراطي الحر….
وما تبقى سوى الفساد الاخلاقي والممارسات الخاطئة التي من الممكن صياغة العشرات بل المئات من القصص لكي توجز مستوى تدني او انعدام اخلاق مجتمع يسير نحو الضياع والانحدار بخطى واثقة وبعدم مبالاة.
الى متى نعيش بذلك الوهم الذي نصوره او نجمل به ما نحن علية، جميع بلدان العالم لا تنظر الى ماضيها سواء كان جميل ام قبيح لكنها تعيش للحاضر وتخطط للمستقبل لتنعم بحياة مختلفة.
في كل البلدان الانتخابات هي الفرصة للتغيير والان فرصتنا تقترب فإما ان نتحلى بالشجاعة لتغيير كل شيء والبدء في صناعة المستقبل الذي نرسمه، او نصمت حتى يقضي الله امراً كان مفعولا.

هذا جزء يسير من وصف ما نحن عليه اليوم، وهو ليس انتقاداً او تزييف للحقيقة او مجرد ذكر السلبيات ولكن هي محاولة لإيقاظ الضمير المنعدم لدى الغالبية العظمى من أبناء شعب متهالك يسير على حافة السقوط المذل، فكفى سبات لأننا وصلنا الى مرحلة لا تحتمل سوى الاختيار بين الموت والحياة.