مازال يتحرق شوقا لصباح الجمعة الاولى بعد العيد بانتظار التظاهرات المليونية، حدث نفسه كثيرا، عليّ ان اشارك في هذه التظاهرات، على الاقل لاعترض على جريمة الكرادة، كان يحدث نفسه ان تحرير الفلوجة جاء بجريمة الكرادة، وضاع انتصار التحرير امام هزيمة الكرادة الشنيعة، فماذا سيكون ثمن تحرير نينوى، لم يكد ان يرتاح قليلا، انه مشغول بمناطق بغداد ومازجا هذا بتحذيرات الحكومة من التظاهرات وادعائها بانها غير مرخصة، بدأ يستعرض مناطق بغداد ويحاول ان يسلط الضوء على حصانتها امنيا، استبعد كثيرا من المناطق ووضعها في خانة المناطق الآمنة، اما بقية مناطق بغداد فوضعها في خانة المناطق غير الآمنة، لم ينم ليلته تلك، بين آونة واخرى ينتبه مذعورا، وهو يردد اسواق الشعب، مدينة الثورة، الشعلة، الحرية، البياع ، منطقة المشتل، اسواق بغداد الجديدة، واهتدى اخيرا الى كارثة كبيرة حين وضع ساحة التحرير مع المناطق المرشحة بعد تحرير الموصل، عاد الى رشده وهو يكرر ماهذه الافكار السوداء، العراق واحد ولايمكن ان نقسمه الى مناطق آمنة واخرى غير آمنة، ربما ساضع كل محافظات العراق في المنطقة الحمراء.
لا بغداد هي المرشحة، مدن الجنوب لاتدخل ضمن القرعة التي ساقوم بها، احضر قصاصات من الورق، وراح يضع عليها اسماء مناطق بغداد، لقد انتظرت التظاهرات كثيرا، انتظرت شهرا كاملا وانا انتظر الجمعة التي تلي العيد لاشارك في التظاهرات، انا لست بمفردي، هناك الكثيرون الذين ربما اشعرهم عدم خروجي بالهشاشة، سارتدي الابيض، ولن افكر بلبس اي ثياب عسكرية، وسامنع كل من يرتدي الثياب العسكرية، انني اريدها سلمية، ولا اريد الاضرار باية بنية تحتية للدولة، نعم العراق واحد ويكفي ماتضرر من مدنه في المنطقة الغربية والتي تحتاج الى سنوات عديدة ليتم اصلاح ماتضرر منها، عاد الى خلطته المتجانسة، وراح يكتب اسم المنطقة ومن ثم يطويها ويضعها في الكيس، وهو يردد ساشارك في التظاهرات، لابد لي ان اكون هناك، ربما كنت محركا كبيرا للتجمع المليوني الذي سيأتي غدا، لابد لي من الخروج بنتيجة مرضية على الاقل لي ولمن معي، وضع خلطة المناطق المرشحة للانفجار، وهو يتمتم باسم الله.
راح يهزها بقوة، تركها واندفع باتجاه النافذة ، ماذا افعل؟ انني اجازف بمصائر الكثير ممن معي، لكنني اؤكد من هنا وقبل ان اقوم باي اجراء ان التظاهرات ستكون سلمية، الحكومة خائفة ومترددة وخرجت بحجة الترخيص لانها تخشى على نفسها مما ستؤول اليه الاوضاع بانتصار الشعب، ساجازف واضع الكيس بين يدي، استدعى احدهم وشرح له الفكرة، لكنه لم يثق بمشاركة اي شخص آخر له، صرفه واعتذر منه، وهو يردد انها محض توقعات لاغير، عاد الى الكيس ورجه بقوة، ثم وضعه وراح ينظر باتجاه النجوم، لكنه عاد اليه مسرعا وهو يمسك سيكارة بيده، لاول مرة يدخن في حياته، انها عملية صعبة جدا جدا، ساجازف وارج الكيس بقوة اكبر هذه المرة،رجه بعد ان وضع فيه كل مناطق بغداد، انفجر الكيس بكامل مافيه، ونقلوه الى المستشفى وهو يردد ساشارك في التظاهرة.