23 نوفمبر، 2024 12:20 ص
Search
Close this search box.

“لحظة”  إفطاره ..

“لحظة”  إفطاره ..

“نشوة” إسقاطه عن رقبته يوم صيام آخر “تعوّد” على صيامه مقترباً أكثر من نهاية الشهر كلّه ..

تحلّقه “مع” من تحلّق حول مائدة إفطار “بعد انقطاع أحد عشر شهراً” كان بعيداً عن “مشاركتهم” الطعام  .. 

مشاعر نشوة ؛ “كيف لازال ينتظم بالحولقة الأوسع فالأوسع , في لحظة إفطار واحدة تجمعه بمن حول موائد إفطار لا حصر لها تنتشر في أرجاء الكرة الأرضيّة كلِّها” 

تتوسّع ذاكرته “وتنتشي , قد دون أن يدرك” بتقويم سنوي “دوّار متحرّك” خاص بالمسلم وحده تطوف عناصره بانسيابيّة “مدهشة كأنّها عناصر مادّة من الجنّة” لا يشعر معها بانتقال أيّام صيامه فيها من الصيف إلى الشتاء وبالعكس يطوف معها ــ ثوانيه وساعاته وأيّامه وأسابيعه وأشهره ــ  مع الأفلاك “ومع عناصر نواة الذرّة” كطوافه حول الكعبة , غيّبت مداركه عنها فأوقفت التسبيح الحقيقي النابع من انبهار حقيقي ؛ “العولمة” ! ..  ولربّما أتت “فكرة دولاب الهوى”  كفكرة عراقيّة خالصة , من صلب فكرة عراقيّة أيضاً لها علاقة ما باختراع العجلة “الدوران والحولقة ” مع الأفلاك يُسلّى بها العراقي أطفاله بعد رمضان مباشرةً ! ..

“تنمية” البحث عن الحلول والبدائل في ساعات العسر الراضخ لها عنوةً , بحكم “الطاعة” قد لا يدرك فوائدها الصائم إلاّ بما قد يدركها فيما بعد ويرى آثارها الإيجابيّة على جوانب أخرى من حياته ..

نتائج يحصدها من معاودته  التمرّن على “اتّخاذ القرارات” بمختلف درجاتها وأنواعها وسط ما يكابده من جوعِ وعطش .

توقّد بصيرته عن كلّ “سمين” يتدندل من بدنه ويتدندل من سلوكه أيضاً وهو لا يعلم , تعايش مع حالتها أحد عشر شهراً , وكأنّها حقائق , لم يُدرك أنّها “زائدة عن حاجته” ..

“ساونا” قاسية “دورة تدريبيّة من شهر” يمرّن نفسه , بحجّة الطاعة , الاقلاع عن حالة “التعوّد” ومشاكسة لـ “هذا ما وجدنا عليه آبائنا” وكسراً “للتكرار” ..

فرحة “مكتسبة” لا دخل له فيها .. تُحسّسه بما غاب عنه من أنّ “الموروث” بمقدر ما هو مفسد لكلّ جديد , ولكن من جانبِ آخر , صناعة جميلة ! , فبانقضاء صومه “بالثلاثون” يُدرك أكثر أنّ فراق كلّ صعب ؛ “عيد” !

اكتسب الصائم ممارسة معقّدة تعوّده أيّامها “الثلاثون” ما أفطر ببعصٍ منها , أو كلّها , عند الضرورة , أن “الكسر للتكرار” بحاجة لكسر رتابته هو الآخر ! ..

نشوة أنّنا “حاولنا” في نهار الصيام وعشِيّتِهِ أنّنا استطعنا ترويض أنفسنا على الاقتراب من الفضائل ..

فرحة مشاعر “حاولنا” جهدنا التعوّد ما استطعنا تجنيب أنفسنا المعاصي والرذائل و”تأجيل” سرقة المال العام والخاص بتجنّب معاشرة سكنة “المنطقة الخضراء” شهراً كاملاً رأفةً بمن يعيش الفاقة بيننا كان عرب الجاهليّة قبل الإسلام في الأشهر الحُرُم , وفي غيرها تأنف أنفسهم الأبيّة الوصم بعارها !!! ..

نشوة التلذّذ بالتعويض عن أيّام الجوع والفاقة والحسرة والتسكّع على أرصفة مساجد الغربة وحسينيّاتها كلاًّ يحمل بين يديه صحن الطعام بانتظار فرج الإفطار ..

قد نكرّر لـ”حكاية” قد نكون ذكرناها في مناسبة رمضانيّة سابقة ؛ “حكاية اعتدنا سماعها ونحن لا زلنا صغاراً , بعد كلّ إفطار من أوّل كلّ رمضان .. أنّ بدويّاً ؛ وأثناء ما اعتدل في جلسته بعد أن أنهى إفطار صيامه لأوّل يوم من رمضان ؛ ليقول: إيه رمضان ؛ غدا رمضان “أي انتهى رمضان!”.. ذهب يوم منه وبقى تسعة وعشرون يوما !! .

متمنّياً لك في هذا الشهر الفضيل عزيزي القارئ التلذّذ بأحاسيس صوم أخرى رائعة ننتشي بها في رمضان قادم دون أن ندرك كنهها لا زالت مزاياها الحلوة غائبة عنّي وعنّك  ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات