9 أبريل، 2024 3:12 ص
Search
Close this search box.

لحسين(ع) منارا وشعارا للإصلاح

Facebook
Twitter
LinkedIn

أمة أبتليت وأصابتها النكبة وكانت نكبتها في وعيها؟ هذا ما آلمني وظل يجول في ذاكرتي مما قيل في محاضرة القتها إحدى السيدات الفاضلات والباحثات الاسلاميات في محاضرة بعنوان (رايات محرم رايات حزن ومنارات إصلاح). ففي كل عام تمر علينا ذكرى الطف الأليمة وتعاد ذكرى إستشهاده بقصص وروايات وإن إختلفت رواية وقائعها ولكن تبقى نهايتها الأليمة هو استشهاد الامام الحسين عليه السلام وسبي عياله في حادثة ستظل تتذهرها الأجيال الى قيام الساعه مهما حاول البعض من إضعاف وقعتها والنيل منها… السير الى كربلاء وإحياء ليلة الأستشهاد وركظة طويريج والمواكب الحسينية من الأول الى العاشر من محرم ويوم دفن الأمام عليه السلام وإحياء ليلة الأستشهاد والتي نطلق عليها بالحجة وتوزيع الطعام بثواب الامام الحسين عليه السلام كلها أعمال تعودنا أن نقوم بها كل عام ونفتخر بأننا نقوم بها وفاءا للأمام الحسين عليه السلام الذي استشهد ليستقيم دين محمد والذي خرج للإصلاح في أمة جده (ص) ولكن هل يكفي ان نتذكر إستشهاد الحسين دون أن نعرف لأجل من إستشهد وهل يكفي أن نقول إن زمرة يزيد وإبن زياد هي التي قتلت الحسين دون أن ندرك خطرهم على الاسلام في تلك الفترة .. كيف كنا أمة نكبت بوعيها ؟ نعم نبكي على الحسين ولا ننتصر له وهو الخارج لغرض الإصلاح في أمة جده محمد (ص) نبكي على الحسين ونقول نحن حسينيون ونختلف فيما بيننا كمذهب نبكي على الحسين ونقيم الشعائر ونتصور ان إحياء الأمر هو الطبخ في الشوارع وإرتداء السواد والتطبير ولا نعلم ان إحياء الأمر هو السير على نهج ومنهج آل البيت الاطهار في كل شي وخاصة في قول الحق والدفاع عنه . هل يحتاج الحسين الى دموعنا ؟ هل يحتاج الحسين الى طبخنا وطعامنا؟ هل يحتاج الحسين الى تطبير هاماتنا ؟ لنثبت إننا حسينيون؟
ولكن يحتاج منا الحسين الى الثورة ضد الظلم والفساد الى نصرة الدين بالعمل لا بالشعارات . لأننا أمة ضيعتها وأفسدتها الشعارات. وخير مثال تلك الشعارات التي رفعها الفاسدون والسراق على دورهم وعلى مقرات أحزابهم الفاسدة وكتلهم. الحكومة التي هي جل أعضائها من الشيعة والمحسوبين على أنصار ال البيت الأطهار أهدرت مليارات الدولارات وسرقتها ويأتي أزلامها بالملابس السوداء واللحى يتجولون بين المواكب ليثبتوا للسذج من الناس انهم حسينيون ولكن لم أجد من يقول لهم أغربوا عن وجوهنا وإبتعدوا عن المواكب الحسينية. بل يقف معظم القائمون على المواكب بإستقبالهم والتملق لهم. هل كان الحسين هكذا وهل أراد منا أن نجامل الفاسدين والسراق لأنهم إرتدوا السواد وأطلقوا اللحى. فهل جامل الحسين يزيد بن معاويه لأنه كان سيد القوم والخليفة وهل تملق الأمام الحسين الى الفاسدين والسراق في زمانه .. حاشا لله أن يتملق الحسين وينصر الباطل كما يفعل الكثير من الذين ينسبون أنفسهم لآل البيت أو أنهم يطلقون على أنفسهم إنهم حسينيون. فعلا إننا أمة نكبت وكانت نكبتها في وعيها وهذا يتحمله أصحاب المنابر ورجال الدين الذين لايركزون في خطبهم سوى على قتل الحسين وإثارة المشاعر حد البكاء لنقول عنهم (إنهم قراء جيدون) لأننا تعودنا على البكاء ورجل الدين والقارىء الذي يركز على الدروس التوعوية في القضية الحسينية لا نطيقه ونقول عنه بأنه (قارىء غير مناسب) .. فعلا إننا أمة نكبت في وعيها. السلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الى يوم الدين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب