18 ديسمبر، 2024 6:46 م

لجنة الاشراف على اعداد منهاج دراسي عن جرائم البعث

لجنة الاشراف على اعداد منهاج دراسي عن جرائم البعث

توثيق الحقب الزمنية للنظم السياسية بمراحل حكمها شيء جميل وفيه من اللطافة والأهمية لما تستفيد منه الاجيال المقبلة كانطلاقة تنوير تستلهم من تلك الحقب ما يغني معارفها التجريبية فهي اما ان تكون اي حوادث تلك المرحلة نقطة ضوء للاستزادة المعرفية او هي نقطة سوداء اصبح من الواضح تجنب المسير ببحرها اللجي المتلاطم .. حقبة البعث التي حكمت العراق طيلة 35سنة لابأس من اقرارها في المناهج الدراسية على ان يتم تناول تلك الحقبة بشيء من الحيادية وبشكل علمي رصين على يد اكاديميين ثقاة لا تتملكهم لوثة الطائفية وغير مسيسين ولا هم من اصحاب الايديلوجيات الفكرية الجامدة او من الذين عرف عنهم عمالتهم للاجنبي !! . على ان يكون المنهج الموضوع تغلفه المصداقية في السرد والانصاف في توثيق الحقائق ليتحقق بعدها مبدأ العدالة في كتابة التأريخ دون طمس لآي من آثار مراحله وحقبه سواء الايجابي منها ام السلبي.
النظام الحالي قضم حتى الساعة ما مقداره نصف حقبة البعث في حكمه للعراق وهنا صار لابد ايضا من التطرق الى احداث هذه الفترة الزمنية بشيء من المهنية بتوثيق ما ارتكبه النظام الحالي من جرائم بجميع عناوينها فهو مثلما ارتكب الجريمة الانسانية المعرفة باقسى حالتها بسفك دم الانسان ” قتل المتظاهرين ” هناك اقترف الجريمة الاقتصادية التي لازال يرتكبها من خلال سرقته لقوت الفقير ونهب وتبديد ثروات البلد ، وايضا اقترافه جريمة العمالة للاجنبي فالطبقة الحزبية المتسلطة وضعت قرار البلد وسيادته بيد الدخلاء ، ثم ارتكاب هذا النظام لجريمة تهوين وتضعيف الجيش العراقي بذات الوقت عظم من قوة عسكرية لفصائل منفلتة تدعمها احزابا سياسية داخلة في العملية السياسية ، ولا آخر من جريمة قام بها النظام الحالي والتي حرص فيها على تفتيت البلد هو تمزيقه للنسيج المجتمعي العراقي وتشويه هويته وتقديم القبلية والعشائرية لتكون سنانا فوق يغرس في هام القانون ، وهناك جرائم وجرائم غيرها بحق الطفولة وحق المرأة وجريمة تغيير العادات والتقاليد المجتمعية بادخال عادات وتقاليد اجنبية ووو .. الخ من الجرائم .
من حقنا ان نسجل تحفظنا على رئيس اللجنة فمع احترامنا لذاتها غير انها شخصية معروفة بعملها السياسي وهي شخصية استوزرت لاكثر من وزارة وشغلت اكثر من منصب حكومي وربما اخرها رئاسة مستشارية في رئاسة الجمهورية واذن كيف ستشرف هكذا شخصية على توثيق حقبة مهمة بحيادية الاكاديمي المعرفي الممتلك لشجاعة القرار دون مداراة لهذا الزعيم او لذاك الحزب ” احزاب ادارة الفشل ” للحصول على منصب هنا او وزارة هناك خصوصا وفيما حصلت الموافقة على توثيق ارهاصات مرحلة ال 18 سنة التي مضت من عمر النظام الحالي ؟ .
ما لاحظناه ايضا على اسماء هذه اللجنة ان اغلبها من طيف مكوناتي واحد ومن وزارة واحدة في حين ان هناك مكونات عدة تضررت هي الاخرى من النظام السابق ومن النظام الحالي ولديها وجهات نظر وقصص وحوادث وان اختلفت في الاسلوب لكنها حتما حملت بطياتها ذات المظلومية واذن بات من الواجب اشراكها في تلك اللجنة لتقدم توصياتها بشأن اعداد تلك المناهج .
من حقنا ان نسأل اين هو دور وزارة الثقافة لماذا لم تشرك بهكذا لجنة ؟ سؤال نرجو من معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاجابة عليه ، ايضا هنا لابد وان نستفهم حول قرار معالي الوزير هل تم مناقشة قراره في مجلس رئاسة الوزراء وهل تم التصويت عليه من قبل السادة الوزراء الموقرون ؟ .
اشراك بقية الشرائح خصوصا شريحة النخب الثقافية من كتاب وصحفيين واعلاميين وفنانين نجده امرا ضروريا لما تمتلك هذه الشريحة من آفاق فكرية رحبة وعقليات فذة وضمائر حية في كتابة التأريخ وتوثيق احداثه ومع قدرتها على الاشراف فهي المتمكنة من وضع اطر لمنهاج دراسي علمي رصين .
نجد ان لاطائلة من وضع واعداد هكذا نوعية من المناهج الدراسية لتدرس في الجامعات الحكومية والكليات الاهلية قدر اهمية وضعها في المناهج التربوية وهنا التأثير سيكون اعمق على فكر الطالب ، فهو سيحفر بذاكرة اليافعين ليبقى حيا اكثر من تعليمه في الكبر ” المراحل الجامعية ” فلا طائلة من النقش على الحجر ان جاءك الكبر .