19 ديسمبر، 2024 5:25 م

لجمهورية الثالثة

لجمهورية الثالثة

دعا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم السبت، 17 آذار، 2018، إلى التنافس “بشرف” في الانتخابات المقبلة، مضيفاً: “نحن نؤسس اليوم للجمهورية الثالثة ببناء عراق موحد قوي – وقال العبادي في كلمة له خلال الحفل التأبيني لذكرى استشهاد محمد باقر الحكيم: “إننا نستذكر اليوم مسيرة علم وجهاد واستشهاد ، ومفكر قَرنَ العلم بالعمل حتى نال الحُسنيين النصر والشهادة، ونستذكر كذلك شهداء حلبجة والانتفاضة الشعبانية المباركة وكل من ضحى من أجل مقارعة الإرهاب البعثي والداعشي -وقال العبادي ، “إننا مع التوافقية السياسية شريطة ان ترعى مصالح العراق ومواطنيه ولسنا مع توافقية ترعى المصالح الشخصية والفئوية”، مؤكدا في الوقت نفسه دعمه لـ”الاكثرية السياسية إذا كان يراد منها تحقيق دولة قوية -وابدى العبادي رفضه لـ”الاكثرية السياسية التي تستبعد الآخر وتستأثر بالامتيازات الفوئية”، لافتا إلى أن “العراق يتجه اليوم لتأسيس الجمهورية الثالثة بعد النظام الملكي وازاحة حكم البعث الإرهابي- وحذر العبادي من “اقامة علاقات على اساس مصلحة الآخر”، لافتا إلى أن “العراق يعتبر اليوم ضمن القيادات الاولى بمحاربة الارهاب في العالم والمنطقة
وذكر أن “البعث وداعش كلاهما كان يريد الدمار للبلد وخرجنا من المواجهتين منتصرين، والانتصار تحقق بتضحيات كبيرة وغالية علينا ويجب الحفاظ عليه”، متابعاً: “إننا مع التوافقية السياسية التي ترعى مصلحة البلد والمواطنين، فنحن نريد بلدا قويا متراصا وعراقا موحدا يلعب دورا مهما في المنطقة والعالم – ولفت إلى أنه “نريد أن نبني علاقات مع الدول على أساس المصالح المشتركة ولا نريد علاقات لتقديم مصلحة الآخر على مصلحتنا الوطنية مبيناً أن “أي صراع يحدث في المنطقة ستبرز جماعات إرهابية، وهذا ليس في مصلحة أحد – وأردف قائلاً: “لايمكن أن تتحول الانتخابات إلى نقطة فرقة إنما نقطة لقاء ويجب أن نتنافس بشرف”، داعياً إلى “عقد ميثاق شرف بين جميع المشاركين في الانتخابات لخدمة المواطنين
وتابع: “نحن نؤسس اليوم للجمهورية الثالثة ببناء عراق موحد قوي”، مبيناً أنه “لا نريد الأغلبية السياسية التي تقصي الآخر وتستأثر بالامتيازات الفئوية – ومضى بالقول: “كان البعض قبل 3 سنوات يتهيأ للتعامل مع الدولة المزعومة لداعش”، مؤكداً أنه “حققنا نصراً باهراً على داعش بعدما وقف الجميع معاً من الجيش والحشد الشعبي والحشد العشائري والبيشمركة – وذكر العبادي أنه “لن نتوقف حتى اجتثاث الفكر الداعشي الإرهابي بالكامل ونحن قادرون على ذلك، لافتاً إلى أنه “يجب أن تكون مواقفنا موحدة فلا يمكن أن ينحاز بعضنا لجهة معينة فيما يعاديها الآخرون !! وشدد على أن “مهمتنا في إعادة النازحين لا تزال قائمة وملتزمون بإتاحة العودة لمن يرغب بذلك”، موضحاً أنه “نحن لا نود إحداث تغيير ديموغرافي
واذا كانت الجمهورية العراقية الأولى أسس لها الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1958 وما نتج عنها من دستور لبى متطلبات مرحلتها ، وجاءت الجمهورية الثانية عام 2003 وبرعاية أمريكية وأنتجت لنا دستورا مشوها وعملية سياسية عوراء عرجاء ،وفقدان للقاننون وتسيد عصابات ومليشيات مسلحة – وفساد اداري ومالي كبير فصار من اللازم اليوم إلغاء كل ما جاءت به القوات الأمريكية وسياسيو الصدفة الذين سكنوا المنطقة الخضراء بعد الاحتلال – نحن الان امام متطلبات تاسيس الجمهورية الثالثة بقيادات شبابية نامل منها الخير بعد انتخابات 2018 تتولى المهام فيها رجال وطنيون مخلصون يؤمنون بسيادة العراق وحرية شعبه وكتابة دستورا يتناسب مع الواقع الجديد بعد تحرير العراق من لارهاب – وتبدأ الخطوة الأولى في حل البرلمان وإيقاف العمل بالدستورالحالي والغاءه والشروع ببرلمان جديد-
ولنتذكر هنا حزمة الاصلاحات التي اعلن عنها العبادي والتي حظيت بموافقة مجلس الوزراء العراقي بالاجماع ،فيما أعلن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إستعداد المجلس لدعم جميع الإجراءات الإصلاحية التي تتخذها الحكومة وفق الأطر الدستورية، مبيناً أن البرلمان سيستجوب الوزراء الذين تتم المطالبة باستجوابهم.والتأييد اللافت من المرجعية الدينية والشعب العراقي للعبادي، يعكس دون أدنى شك خطورة المسؤولية الملقاة على كاهله، فالمطلوب منه وفقاً لدعوة المرجعية أن لا يكتفي ببعض الخطوات التي أعلن عنها مؤخراً، بل أن يجتث الفساد من جذوره، وأن يأخذ الكفاءة والجدارة كخلفية لكل مسؤول عندما يسند اليه منصباً ما . وعلى العبادي ان يلتقط هذه اللحظة التاريخية التي لم ولن تتكرر، فهو يحظى اليوم بدعم اعظم قوتين في العراق هما الشعب والمرجعية الدينية، وهذا الدعم يمنحه بلا ريب قوة مضاعفة لتطبيق ما أعلنه على أرض الواقع لتفويت الفرصة على أعداء العراق وتعزيز الوحدة الوطنية لاسيما وأن البلد يمر بأزمة أمنية واقتصادية خطيرة تستدعي الوقوف بحزم بوجه المفسدين نصرة للحق ودحراً للباطل رغم الصعوبات الجمة التي يواجهها في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخه. فالعراق يستحق من جميع أبنائه البررة هذه الوقفة الشجاعة رغم المؤامرات التي تحاك ضدهم والتي لم تنقطع يوماً منذ عام 2003 وحتى الآن.
إذا كان التعليم قد تحسن ولم يعد المدرسون يذهبون الى اعمالهم الخاصة من اجل كسب لقمة العيش بسبب ضعف الرواتب، ولم يعد التلاميذ يجلسون على الأرض والأرصفة في المدارس لعدم وجود مقاعد أو مقاعد مخربة
اذا كانت المستشفيات والعيادات لم تعد وكرا لجمع المال من المرضى والرقص على آهاتهم وأنينهم ومعبرا للدار الأخرى ولم تعد الأدوية تصنع من الأرز وأنواع الإسمنت ولم يعد المرضى والفقراء يسافرون الى الدول المجاورة لتلقي العلاج – إذا كان الأمن والأمان الذي لا يحصل الا بالعدل والمساواة في الفرص المفقودين في الجمهورية الحالية قد تحقق وأصبحت ارض الجمهورية الثالثة كسويسرا وفنلندا تتصدر العالم في الأمن والإستقرار
اذا أصبحت هناك بنية تحتية في المُدن والقرى كالطُرقِ، والحدائق العامّة،والأنفاق والجسور التي في جميع البلدان – و الكهرباء وشبكات مائية في عموم البلاد التي تعاني من العطش في القرن الواحد والعشرين ويشرب معظم سكانها المياه الملوثة -اذا غاب الفساد والرشوة والواسطة والمحسوبية والزبونية والجهوية والقبلية وجميع هذه الأمراض التي تنخر جسم الدولة – وساد العدل والرحمة وتساوى الجميع في الفرص واصبح لكل انسان الحق في العمل وكل شخص قادر على استخراج اشتراك لبيته من شركة الماء او الكهرباء بدون واسطة او رشوة أو مماطلة- في جمهوريتنا الحالية لم تقدم الحيتان الكبيرة من الفاسدين وسراق المال العام !! كما لم تقدم الرؤوس الكبيرة للمحاكم ممن تسببوا بسقوط الموصل وجريمة سبايكر ومجزرة زركة والصقلاوية!!
نحن لا نريد شريعة الغاب و بؤس وفقر وجهل ومرض وجحيم لا يطاق على أرض الجمهورية الثالثة !!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات