ربما لم تنجح أمريكا في التغيير المطلوب في العراق بعد التحرير بقصد او بدون قصد، وربما لم تكن تعلم الداخل العراقي بصوره شامله بسبب التعتيم الذي كان صدام قد غطى به على العراق أمنيا واستخباراتيا، ولهذا لم تكن الصورة واضحه أمريكيا عن عما يجب فعله في العراق، وكان هذا واضحا من خلال التخبط الذي رافق عمل بريمر في اختيار الشخصيات التي ارتكز عليها في مجلس الحكم بداية الامر وارتكز على المعارضة في الخارج بدون معرفة المناضلين في الداخل ممن كانوا على تماس مع معاناة الشعب في الداخل.
وعلى هذا الأساس شكل مجلس الحكم من أشخاص لم يكن يعرفهم الشعب مثل الباججي والياور وبقية الجوقة التعبانة التي استلمت الحكم فيما بعد، وسببت الكوارث الواحدة بعد الاخرى، وخصوصا حزب الدعوة الذي كان معظم الناس ، وخصوصا الشيعة انه سيكون الحزب الذي يبني العراق، ويغرق الناس في بحبوحة الرفاة في كافة الميادين. ولكن ما جرى في واقع الحال ان حزب الدعوة سيىء الصيت اغرق العراق في بحر من الدماء ، وأظهر فسادا وتدهورا لم يعهده الشعب العراقي من قبل من خلال سوء الادارة التي وضعت اراذل القوم في علياء المناصب، وتحف بهم جوقات من الحثالات التي كانت تحلم ان تكون فراريش في المووءسسات الحكومية، وإذا هي على قمة الهرم وتحت يدها مليارات الدولارات الخضراء التي لم يكونوا قد لمسوها أصلا. فتخيل كيف سيكون الحالب هكذا جمال ؟؟؟
ومرت اثنا عشر سنة فعلا عجاف على الشعب العراقي ذهب فيها الآلاف من الشهداء والمفقودين، وتمزق النسيج الاجتماعي العراقي والى الأبد ، وليس كما قال احد الحلمتين صاحب المؤسسة الاستشارية للدراسات الذي أظهرت استبيانات قام بها ان نسبة عالية من الناس تريد العودة للماضي ؟؟ قل هذا لأهالي ضحايا سبايكر، او أهالي بادوش او ممن تمزقت أجسادهم بالمفخخات او ممن خطفوا وقتلوا بلا سبب ؟ او قل ذلك لمن هجر من داره وسلبت داره بالكامل وفقد وظيفته مثلي وأمثالي ؟ ان الواقع الان غير الأحلام الوردية التي كان الشعب يتمناها عندما سقط حكم صدام والى الأبد، فقد تشظى الشعب ، وانتهكت أعراض، وضاعت وسلبت حقوق، وسبيت وبيعت نساء وطردت الآلاف من ارضها أمثال المسيحيون اصحاب البلد الأصليون، او غيرهم . فهل هؤلاء على استعداد للتسامح مع من فعل بهم ذلك ؟ ام ممن ادخل الإرهاب للبلد ودمر الأخضر واليابس ؟ او من ارتضى لنفسه ان يكون مطيه للسعودي او القطري او التركي او الإيراني لتمزيق الوطن. ان الحقيقة مرة ومؤلمة ، ولكنها موجودة.
ومن هنا، ما نحتاجه هو ثورة تصحيحية سلميه، لتصحيح المسار، وتنظيف البلد من أدران المرحلة السابقة، والتخلص من حثالات التزوير والتعمم المزيف، وممن ساهم بكل هذا الدمار، من اي جهة كانت، والانطلاق نحو بلد حر وحكم ديموقراطي حقيقي .
المطلوب الان ما يلي:
١- ان تضع يدك على القران الكريم وتقسم بالله مع نفسك ان تنقذ هذا الشعب.
٢- تشكل هيئه باسم هيئة إنقاذ العراق مؤلفة من شخصيات وطنية غير حزبية او معممة ممن يضعون العراق في حدقات عيونهم، ويقسمون بالقران او الإنجيل ان كانوا مسيحين، بان لا يألون جهدا في سبيل إنقاذ العراق مما هو فية ، ووضع خارطة طريق للعمل على ذلك.
٣- تشكيل محكمة من قضاة يخافون الله ومشهود لهم بالنزاهة، وليسوا ممن وضعهم المالكي او غيره، لوضع آلية عمل لمحاسبة كل من يكون ساهم في تدمير العراق منذ اليوم الاول لمجلس الحكم لحد الان.
٤- تشكيل فرقة من ابرز ابطال الحشد الشعبي ممن يكون العراق هدف خدمتهم وليس سيد فلان او شيخ فلتان، يكون مهامها حمايتكم ممن قد تسول له نفسه بالاعتداء عليكم خوفا مما قد يكون قد ترتب عليه من مساءلة او مسؤولية .
٥- التفاهم مع السفير الامريكي حول التدابير التي تزعم اتخاذها لتوفير الدعم الدولي لكم لتنفيذ عملية التغيير المطلوبة.
٦- يتولى عضوان من هيئة التغيير مراجعة الوزارات كل حسب اختصصاصة لاستخراج كل الفساد والموبقات في تلك الوزارة، وقبل هذا وذاك منع اي مسؤول من مغادرة البلد مهما كان السبب.
٧- مراجعة السيد السستاني لاطلاعه على ما تنوي وأخذ بركاته حول الموضوع، وفي حالة رفض السيد لإجراءات التغيير فاءذهب رافقته سلامة الله، وتكون في حل من عدم رضاه، اذ سلامة الدولة اكبر من اي احد.
٨- الطلب من الامم المتحدة دعم خطة التغيير.
٩- إغلاق الحدود العراقية ، ما عدا ما يتعلق بالغذاء او الدواء، وإغلاق منافذ كوردستان بالذات لمنع حصول المطلوبين ملاذ أمن في كوردستان كما هو معهود ؟
١٠- التوكل على الله وبمؤازرة المخلصين والإشراف في البلد وهم كثر، ونحن مستعدون للمساعدة وثق بدون مقابل ،بالبدء بحملة التطهير ولا تأخذك بالحق لومة لاءم فان الله معك.
أنا اعلم انك رجل تقي وابن أصول وربما تتردد في محاسبة أصدقاءك وممن تعرفهم، ولكن مقابلة رب العباد بوجة ابيض خير من الوجة الأسود ؟ أليس كذلك، وثق انك ستكون رئيس وزراء مدى الحياة ان قمت بهذا العمل البطولي ، وسي كتب اسمك مع الخالدين بأحرف من نور ان شاء الله.
مع الأماني بالتوفيق، وثق لو انك أهملت هذا الرجاء والمشروع ستاءكلت ضباع الشر والرذيلة، وانت الان حر بالاختيار فأما المجد والرفعة وأما الحضيض. وكما قال الحق لا تحزن فان الله معنا.
الف تحية والله الموفق، والله من وراء القصد.