19 ديسمبر، 2024 3:59 ص

لبيك ياحسين متجذرة في نفوسنا

لبيك ياحسين متجذرة في نفوسنا

سيدي لا يضرنك أن مسحوا شعار لبيك ياحسين من المعركة,فأنت فينا متعمق ومتجذر ومتربع على عرش قلوبنا ,(1400) عام وأنت تصارع الطغاة والمستبدين والفاسدين ,في كل معركة أنت من ينتصر,وهم يهزمون ويخسرون الدنيا والآخرة ,لقد تركت فينا شواخص وشواهد كثيرة وتعملقت بعطائك السخي وجودت بأولادك وأهلك وإخوتك وأنصارك في سبيل قضية مبدأ بأن لا تهادن ولا تساوم على ثوابتك ,وقلت بملء الفم :(مثلي لا يبايع مثلك) وسكت الجميع ,يكفينا فخراً ورفعة أننا نرفع أسم الحسين في المعركة,شعار يحمل أسمى القيم الإنسانية التي جسدتها لتحرر الانسان من رق الإنسان ,وبين معسكر هو نفسه اليوم نقاتله وأن ختلف المسمى ,لكن المضمون واحد ,هم جردوك من ثيابك وقطعوا رأسك وطافوا به بين البلدان ,أرادوا ان يطفؤا نورك ويحجموا فكرك ويغيبوك بأن يلوثوا مشروع نهضتك ويعطوه صبغة السلطة بأنك :قاتلت وقتلت من أجل السلطة والمال والوجاهة ,وأي سلطة ووجاهة وأنت أبن من بكفيها قطر الندى ,حتى مصطفى الصبيحاوي الشهيد عندما عرفك جيداً رفض الموت بذل ورفع إصبعيه ملوحاً بعلامة النصر وليس سواها,لبيك يا حسين تثير مخاوف الكثير,لأنهم وجدوا بك الضمير الذي يؤرق حياتهم ونومهم ,من أقصى القارات وأبعدها يطل علينا الزعيم المهاتما غاندي ليحرر شعبه الهندي من الاحتلال وهم لا يمتلكون أي شيء يقارعون به الانكليز ,هم لديهم الحسين الذي علمهم روح الانتصار رغم سطوة الجلاد وجبروته ,فكانت مظلوميتهم هي الشعار الذي تغنوا به ,ونالوا الحرية والاستقلال مرفوعين الرأس ,ليقول غاندي :(تعلمت من الحسين أن أكون مظلوماً فأنتصر), ليست المظلومية التي تشير للرضوخ والخنوع وإنما الإصرار على المواقف والثبات عليها ,كم حاولوا عبر العصور والدهور أن يغيروا من فكرك ومنهجك ؟,فكنت الألق الوهاج الذي يضيء الطريق لكل الأحرار في العالم ,كل مالدينا من عزيمة وإيثار وتضحيات هي منك يا أباعبدالله ,لماذا كل هذا الإجحاف فيك وأنت لم تبخل بأي شيء؟استرخصت روحك واستكثروا عليك شعاراً يرفعونه لمن حملوا أرواحهم على اكفهم في ساحات الوغى ضد الوحوش الذين يريدون تزيف دين جدك الذي جاء لينقذ البشرية من ظلمهم لنفسهم وللآخرين ,لقد قلت لهم بصريح العبارة : {أني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر} لم تحدد في ثورتك للإصلاح انك سني أوشيعي أو مسيحي أو كردي أو صابئي

أويزيدي ,أو تركماني ,أو ….أو …أو,بل كان دمك الطاهر متاحاً للجميع ليأخذوا منه وينهلوا ويرتوا فداءاً للدين …للدين الصحيح الذي يحترم ويصون الحرمات ,وليس الدين الذي يقتل ويسلب وينتهك الناس بعنوان تطبيق شريعة الرسول وسنته ,وأي سنة وشريعة هذه التي تزورونها لتبيحوا لأنفسكم هذا السقوط الخلقي والانحراف الفكري ,الحسين صمد بوجه التيارات التي شوهت الاسلام وتعاليمه ,لأنه ترجم كل خطوة من حياته لسلوك ومنهج يشير لحياة كريمة تحتضن كرامة الإنسان .

أحدث المقالات

أحدث المقالات