23 ديسمبر، 2024 1:00 ص

لبنان مقبرة الاحلام

لبنان مقبرة الاحلام

اعجب ما جاء في لقاء الرئيس الفرنسي هولاند بوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في الاليزية، قول ظريف” يجب عدم تدخل الخارجي في المسألة اللبنانية”! سبحان الله، ينصحون الغير وينسون أنفسهم!
البعض يختصر الخيانة عند العرب بالعمالة لاسرائيل فقط، لكن الخيانة لها أوجه عديدة وليس وجها واحدا، منها سرقة ثروات الشعب، الولاء لدولة خارجية وتنفيذ اجندتها على حساب مصلحة الوطن، ترويع الشعب والعبث بأمنه وإستقراره، قتل الناشطات والناشطين وإختطافهم وإغتيالهم وإعتقالهم بسبب تظاهراتهم السلمية، المتاجرة بالمخدرات، تسلم الرشاوي، التزوير، تهريب العملة وممارسة غسيل الأموال، إفقار الشعب بقصد مبين وفق الكلام المأثور(جوع كلبك يتبعك)، الإستئثار بالمناصب العليا، الصفقات الفاسدة، تجنيد المرتزقة للقتال في بلدان أخر وغيرها من الأمور، لكن هناك مرحلة متقدمة للخيانة نسميها الإرهاب، وهي عندما تقتل الأبرياء من ابناء شعبك، أو تنفذ أجندة خارجية تعرض بها مواطنيك للقتل، سواء داخل البلد او خارجه، كقيام حزب الله بتجنيد الجهلة والسذج من اللبنانيين للقتال في سوريا والعراق واليمن، كأنما كًتب على الشعب اللبناني القتال خارج لبنان، ان إستقر الأمن في داخل البلد أو لم يستقر، فالأمر سيان. وهنا تُثار أسئلة مهمة:
ـ لماذا يقاتل اللبنانيون في هذه الدول العربية اشقائهم العرب وفقا لأجندة ايرانية بدلا عن الإيرانيين؟
ـ اليس الإيرانيون هم الأجدى بالقتال عن مشروعهم التوسعي في المنطقة؟
ـ لماذا يخدم حسن نصر الله ايران بدلا عن لبنان، اليس حزب الله هو من حول فردوس العرب، الى موطن النفايات؟ هل حسن نصر الله لبناني فعلا؟ ألا يشعر بالذنب عندما يستعرض فلما قديما عن لبنان قبل وبعد نشوء حزبه المشبوه؟
ـ الا يعلم هذا المسخ إنه اغتال لبنان بأكمله وليس الشهيد الحريري فحسب؟ فمتى يفتح الصندوق الاسود لنشاطات حزب الله الارهابية؟
ـ الا ينظر حزب الله الى الدول السائرة في فلك ولاية الفقيه؟ الا يعلم إن الدول الفاشلة في المنطقة هي العراق وسوريا ولبنان واليمن؟ والقاسم المشترك بينها هو الخضوع الى نظام الملالي، عبر الميليشيات التي يحركها الولي الفقيه بالريمونت كونترول. فحزب الله هو الحاكم الفعلي في لبنان، والحشد الشيعي هو الحاكم الفعلي في العراق، وميليشيا الحوثي هي الحاكمة في اليمن، والحرس الثوري الايراني وحزب الله والميليشيات العراقية والافغانية والباكستانية، علاوة على النفوذ الروسي هي القوى المتحكمة في سوريا.
نجزم أنه ما لم تقطع هذه الأذرع السرطانية، لا تقوم قائمة لهذه الدول، وعلى شعوبها ان تفهم المسألة، عندما تقص جناح الطير فلا يتمكن من الطيران، وعندما تقص أجنحة ولاية الفقية في هذه الدول، سوف تحبو ولا تقدر على الطيران، عندها يمكن للشعوب أن تسحقها سحقا.
الإنفجار الأخير الذي طال بيروت، لابد ان يولد إنفجار الشعب اللبناني على الطغمة الحاكمة، سيما بعد أن انكشفت لعبة المحكمة الدولية، فهل كان قرار المحكمة يستحق هذا الانتظار الطويل وصرف ملايين الدولارات؟ وكيف يمكن اتهام شخص واحد دون المثول أمام المحكمة لمعرفة التفاصيل كاملة ومن هم اعضاء الخلية الذين تعاونوا معه في العملية الارهابية، اليس هؤلاء شركاء في الجريمة؟ اعترف وزير العدل اللبناني الاسبق (أشرف ريفي) بوجود خلية الأغتيالات (121) العائدة الى حزب الله، مختصة بالأعمال القذرة، وهي التي اغتالت جورج حاوي، مروان حميدة، الياس المر، وسام عيد وانتهاءا برفيق الحريري.
فهل تحتاج المحكمة الى حقائق لمعرفة العمليات الارهابية التي قام بها حزب الله في لبنان وسوريا والعراق واليمن؟ الا تدعم هذه الإعمال الإرهابية حقيقة أن حزب الله ارهابي ولا يتورع عن القيام بعمليات اغتيال، ومنها اغتيال الشهيد الحريري؟
وهل سليم جميل عياش بنفسه اغتيال وسام عيد، وسام الحسن مدير قوى الأمن الداخلي، والوزير محمد شطح، والعميد فرانسوا الحاج، في الجيش اللبناني، وباسيل فريحان وسمير شحاتة وهلم جرا؟ ثم من اغتال (8) اشخاص من فريق التحقيق في جريمة قتل الشهيد الحريري؟ ربما عياش شبح لا يمكن ملاحقته، وهذا يفسر طبيعة نشاطاته المريبة!
لقد كشف قرار المحكمة الجنائية مهزلة القضاء الدولي من جهة، وضعف شخصية سعد الحريري من جهة أخرى، الحريري لم يتمكن من تقليص نفوذ حزب الله عندما ترأس الوزارة، ولم يتمكن من تشكيل قوة مسلحة لحزبة موازية لحزب الله وقادرة على الوقوف تجاهه كالند بالند. والحريري كان الأوكسجين الذي ساعد حسن نصر في إشعال بيروت. لم يفتح الحريري كرئيس الوزراء تحقيقا حول مقتل وسام عيد، ووسام الحسن، وسمير قصير، وجبران تويني، مع ان الذي قتل هؤلاء، هم أنفسهم الذين قتلوا الحريري. فقد خضع الحريري لإرادة حزب الله ومهد الطريق للحزب في إغتيال أبيه، لقد طالته النار بسبب تهاونه وتغطيته لجرائم حزب الله، خوفا أو مساومة، فدارت دوائر الزمان عليه، ولات ساعة ندم! إن فصل الجريمة عن دوافعها هو طمس لمعالمها، وهذا ما غفل عنه الحريري بحجة سلامة لبنان والتوافق الوطني وبقية الخزعبلات، فأنظر الى أين أدى هذا السلام والتوافق الحزبي؟ الحقيقة هو توافق حزبي وليس وطنيا؟ بمعنى أن حميع زعماء لبنان وبلا إستثناء مسؤولون عن خراب الفردوس اللبناني، وبصراحة أكثر جميعهم مجرمون بحق لبنان وشعبه، من يتغاضى عن الجريمة، ويترك المجرم بلا عقاب، فهو مشارك فيها.
نقول للحريري: هل تعتقد انك عالجت الجرح اللبناني بقبول قرار المحكمة الهزيل، أم لكأت الجرح طولا وعرضا؟ لبنان عروسة المنطقة يا حريري، فلماذا سمحتم لحسن نصر الله أن يغتصبها أمامكم وانتم جميعا تتفرجون عليها وهي تستغيث بكم. ان كانت لبنان حقا ابنتكم العفيفة الجميلة، فالعار سوف لا يمحى عنكم، ودمائها عذريتها ستلطخ جباهكم مدى الدهر، اعرف حقيقة ربما لم ترد على خاطرك يوما، ان الكرامة والشرف كالزجاج، فان كسر فلا يمكن اصلاحه مهما حاولتم. وسيبقى تفجير بيروت قيدا محكما لا يفارق أيادي زعماء لبنان أبدا.
قال الحريري بأن” المحكمة الدولية كشفت إنها غير مسيسة، وعلى حزب الله التعاون أكثر”، في الحقيقة إننا لم نستوعب هذه الجملة، فنحن لا نعرف كيف تعاون حزب الله مع المحكمة ليطالبه الحريري بالتعاون أكثر؟ فهل يمكن ان يوضح لنا ذلك التعاون؟ وهل هذا يتوافق مع تصريح حسن نصر الله السابق حول المتهمين من حزبه بقتل الرئيس الحريري” إنهم من صنف القديسين، واليد التي ستنقض عليهم سنقطعها”.
اعلم يا سعد الحريري ان حزب الله يريد منك انقاذ حزبه بعد الكارثة، وليس إنقاذ لبنان كما تتصور. لبنان اليوم في انهيار كامل فلا تحمل نفسك ما لاطاقة ولاقدرة لك به. القضية لا تتعلق بحكومة جديدة تترأسها أنت أو غيرك، بل بتغيير الطبقة السياسية برمتها.
اذكرك بقول الفَرَزْدَق:
وإِذا ذَكَرْتَ أَباكَ أَو أَيّامَه أَخْزاكَ حَيثُ تُقَبَّلُ الأَحْجَارُ
واللبيب يفهم المعنى؟

فيما يتعلق بتفجبر مرفأ لبنان
كل يوم نسمع أخبار جديدة تعرض لأول مرة عن حادث مرفأ بيروت المريع، مثلا تبين ان مالك السفينة قبرصي الجنسية وعلى صلة بحزب الله حسب التحقيق الذي أجرته (دير شبيغل الالمانية) مع شبكة الصحافة الاستقصائية (مشروع تغطية الجرائم والفساد)، حيث جرى هناك تمويه مقصود بأن مالك السفينة (روسس) ليس ( ايغور غرتسوشكين)، وهنا لابد أن نتوقف أمام مسألة إخفاء إسم صاحب السفينة، ولماذا جرى التمويه عنه ولمصلحة من؟ ولماذا أخفي إسم بنك ( FBME) وهو متهم بغسيل الأموال لصالح حزب الله وفق قانون باتريوت الأمريكي المادة (311)، وعليه عقوبات أمريكية. كما انه على علاقة وثيقة مع (مركز الدراسات والبحوث العلمية) العائد لنظام بشار الأسد وهو المسؤول عن إعداد البراميل المتفجرة والأسلحة الكيمياوية التي استخدمها جزار دمشق ضد شعبه، وتبين من خلال الإستقصاء ان المالك الحقيقي هو القبرصي (شرالامبوس مانولي)، وله علاقات مالية مع بنك لبناني مرتبط بغسيل الأموال لحزب الله. وما يزيد الشكوك هو تنازل مانولي عن ثمن الشحنة البالغ حوالي مليون دولار، وعن السفينة نفسها، والأمر الآخر ان خبراء المتفجرات أكدوا بأن المادة التي تفجرت في مرفأ بيروت لا تزيد عن (1700) طن من نترات الأمونيوم من ما مجموعه (2700) طن، فأين ذهب (1000) طن؟ وتبين ايضا وجود مواد متفجرة أخرى قذف عصف الإنفجار ببعضها الى البحر، وهي تستخدم في صناعة الصواريخ البالستية كانت مخزونة في العنبر رقم (12) العائد لحزب الله. وسوف تظهر حقائق أخرى من خلال التحقيقات الأجنبية القادمة؟ وهذا ما يتعارض مع تصريح ميشال عون” إن من المستحيل ان يكون هناك سلاح في مرفأ بيروت”. فلماذ استبق عون التحقيقات؟ ولماذا يحاول التغطية عن الجريمة، ومن أجل من؟ وقد تبين كذبه من خلال التحقيقات الأجنبية.
الا يحق للشعب اللبناني ان يعرف حقيقة ما حدث في بيروت وكيف ولماذا؟ الا يكفي الكذب والدجل والتمويه واخفاء الحقائق عنه، وهل يمكن للشعب اللبناني ان يحترم الزعماء بعد فاجعة مرفأ بيروت؟ لا يمكن لحكومة مشلولة تستخف بشعبها بهذا القدر ان تحظى بذرة من احترامه، ولأن الزعماء إمتهنوا الإجرام والفساد ولموت ضمائرهم وشرفهم فهم لا يشعروا بكراهية الشعب لهم.
اخي اللبناني اما ان تستعيدوا لبنان من الطغاة، او تتركوه لحسن نصر وميشال عون ونبيه بري وتهاجروا، لبنان ما عاد بلدا يصلح للعيش بكرامة، نعم لا حل وسط، هذه هي الحقيقة، ربما هي مرة كالعلقم، ولكنها تبقى حقيقة.
كلمة أخيرة
إن من جاء برئيس الوزراء اللبناني الجديد مصطفى أديب هم نفس الأحزاب التي حكمت لبنان، بمعنى من نفس العجينة الفاسدة، وقد لعب حزب الله لعبة ذكية بالإبتعاد عن هذا الترشيح، لأنه على علم بفشل مصطفى أديب الحتمي، سينأى بنفسه ويحمل من إنتخبه مسؤولية إختياره، لا أفهم كيف سياسيون محنكون بلعوا طُعم حزب الله بهذه الحماقة؟