عانة: أربعة فلوس في العهد الملكي
ترس: ملئ
هذه العبارة كانت تواجهنا حال خروجنا من المدرسة الإبتدائية , حيث تتراصف عربات بيع اللبلبي , وفيها قدر الفافون الكبير وتحته نار (البريمز) , والحمص يغلي وبخاره يتصاعد.
واللبلبي أكلة عراقية معروفة , مكونة من الحمص المسلوق بعد أن يوضع في الماء لفترة , وعندما ينضج على النار يسمى (لبلبي) , ويضاف له الكركم وعصير النارج وبعض الملح أحيانا.
“لبلبي يا لبلوب” , ما حسبناها ستتحول إلى لفط لما في الأرض من ثروات , فصارت العمائم تنادي حي على الغنائم والأنفال , وقولها: “لبلبي يالبلوب بفتوى ترس الجيوب”.
وراح أصحاب النفوذ والإستحواذ يغنمون ما يشاؤون من رزق ربهم العميم , فهو ملك مشاع لمن يأتي بوعاء كبير ليترسه من لبلبي الأرض الذي يفيض وكأنه المطر , وهل للمطر من صاحب , إنه ملك الجميع.
وأصبحت الناس تردد : “لبلبي يا لبلوب والنفط ترس الجيوب”.
فهل وجدتم جيبا سيستريح من اللفط؟
أو مصرفا أجنبيا يرد ما يتوارد إليه من أموال النفط , التي سيبتلعها بعد حين , ويلقي بأدعيائها في غياهب الذل والهوان.
إنها لعبة “لبلبي يا لبلوب , وبفتوى ترس الجيوب”, والحبل على الجرار , وكل إمرءٍ وما شفط , ولكل فئة ما لفطت , وحي على الصلاة وحي على خير العمل!!
وتلك فاجعة نفط بدين , ومصير شعب يعيش في قهر وحرمان وأنين.
والمنابر تصدح بإستلطاف المشين!!
ويا له من لبلبي!!
د-صادق السامرائي