23 ديسمبر، 2024 2:17 م

هذه المقالة ليست كمثلها من مقالاتي السابقة عزيزي القارئ ، حيث لم اكتبها انا ، بل كتبتها المحامية نسرين العازمي ، وهي امرأة متعددة المواهب ، فهي استاذة في القانون ، ومذيعة ، وكاتبة ، وصحفية كويتية ، وباحثة في شؤون الاسرة ، ورئيسة لجان حقوق المرأة ، فقد استطاعت من خلال ما كتبته ان تلمس شغاف القلوب ، وان تصل الى حقيقه غفل ، او تغافل عنها الاخرون . وسأعرضها كما وصلتني مقاطع .. مقط ع تلو المقطع .تقول المحامية نسرين: ان (هذه الملايين المجتمعة في كربلاء المتناسقة رغم اختلاف أصواتها وأصولها وعقولها كأمواج البحر المتناغمة ، لا يمكنها أن تكون قد ضلّت الطريق ، أبداً ) وتضيف (مذ كنت صغيرة وأنا أسمع هذا النداء “لبيك ياحسين” وكنت أتساءل من المُنادى ومن المُنادي!! وكان هذا النداء يتكرر في كل عام ويكثُر وكذلك تساؤلي) وتستمر بقولها (أجبت نفسي بأنني حتما سأعرف جواب تساؤلي في المدرسة ، لعل هذه العبارة لها تفسير في أحد الكتب أو المناهج !! لكني لم أجدها في المدرسة!) معقبة على اجابتها (وكلما زاد عمري عام كلما تردد هذا النداء “لبيك ياحسين” ليس فقط في سمعي بل في أحلامي ، كنتُ أنتظر في البداية لعل الجواب يأتيني بنفسه لكن!) وتستطرد نسرين (بدأت أسأل العامة من الناس حول معنى هذا النداء!! كانت بعض الإجابات غريبة.. بعضهم أجابني بأنه شرك وكفر!! .. والبعض الآخر قال إن لذلك حكاية) ثم تقول: (فسألت من قال بأن هذا النداء كفر ، وعن دليلهم في ذلك!! فقالوا أن لبيك تُقال فقط لله !! ثم بحثت في اللغة ووجدت أنها “تلبية نداء” ولا كفر فيها) وتمسكت بالحجة القوية وهي كما اسلفنا محامية تهتم بهذا الجانب اذ تذكر ان (التلبية تقال عند النداء ، فمثلاً عندما يناديك والدك ياولدي، فأنت تُجيب “لبيك أبي” ، وعندما نقول لبيك ياالله فنحن نجيب الله بالطاعة لأمره) لتؤكد بانها (عرفت بأن هناك مفسدين وأعداء لحقيقة ما!! وعلمت بأنه لولا تلك الحقيقة لما تم اتهام بعض الناس بالكفر رغم أنهم يشهدون بالتوحيد… فبحثت ثم سألت عن تلك الحكاية!! ماذا يعني هذا النداء “لبيك ياحسين” ! لماذا الملايين في كل عام وفي يوم ما يصرخون بكل ما أوتوا من قوة بهذا النداء) فقامت بالبحث (في المناهج المدرسية فلم تجد!! درست الحقوق رغم أنها كانت تستطيع أن تدرس الطب فمجال علمها ومعدلها عال ، لكنها أرادت البحث عن هذه الحقيقة هنا) تقول نسرين العازمي لقد (تعلمنا في الحقوق القانون المدني والجزائي والعقود والالتزامات والاثبات والتنفيذ والمرافعات والشريعة والكثير لكن لاوجود لحقيقة هذا النداء) وهكذا عاشت معظم حياتها تحاول معرفة معنى هذا النداء “لبيك ياحسين” من المُنادىٰ ومن المنادي!! فلم تجد إلا أن تقرأ المزيد من كتب علماء السنة . تقول العازمي (لم يكن متوفرا لدي إلا كتب علماء السنة الثقات ، فأنا سنية المذهب من الأم والأب والعائلة ، وليس لي حتى أي صديقة شيعية ولا أعرف أحداً منهم) ثم (بدأت أبحث في كتب علماء السنة الثقات ووضعت جميع الروايات والأحاديث أمامي وقبل كل ذلك قرأت كتاب الله عزوجل المحفوظ الحق المبين، وعليه توكلت) المحامية السنية التي تبحث عن الحقيقة تقول : (بحثت في كل آية، بل في كل حرف، درست الشريعة وأصول الفقه والأحوال الشخصية وخضت بحور اللغة العربية وعللها ومواطن وأعماق معانيها) و (بذلت عمري لأعرف من أنت ياحسين!! بذلت عقلي وقلبي وتعلمت الكثير ، ووجدت الكثير الذي كان يخفى على العامة من المسلمين وجدت أكثر مما كنت أريد) وكلما وجَدت نسرين حقيقة تساءلت مع نفسها عن سبب غيابها عنهم!! فهي

تؤكد (كلما بحثت في عمق آية من كلمات الله التامات ، كلما وجدت حقيقة أعظم ، ولكن لماذا كانت تُخفى!!) تساؤل محير فعلا ، لكنها تقول بثقة تامة : (يشهد الله ربي وربكم الحسيب الرقيب أنني لم أبحث في عمق الحقيقة إلا من كتاب الله ثم كتب علماء السنة الثقات ومازلت ، ومازالت الحقائق تتوالىٰ ) لقد (رأيت مايفوق الوصف من النور، لست أسعى خلف مذهب ما ، لعلي لم أصنّف مذهب الحقيقة ، ولكنني أستطيع اليوم بفضل الله معرفة الحقيقة واليقين بها) ترون اعزائي القراء ان نسرين عاشت المحنة وتعبر عن ذلك بقولها : (في كل مره أطرح حقيقة ما للعامة ، أجد المزيد من جدال الجاهلين بغير علم وملاحقة المفسدين بغير عقل ، وصدقوني فإن هذا ما زادني إلا يقيناً ، لست أبغض أحدا لأنه يجادلني بغير علم أو يستهزيء، ولست أحب أن يكون في قلبي ذرة حقد أو بغض لأحد ، فمن أحب العلم أحب الله أولاً فأحب عباده) لذلك وحسب اعتقاد الكاتبة ان (الإمام الحسين كان في كربلاء ينادي بكلمات ويقول “أما من ناصر ينصرنا ، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله” ، كان أصحابه وأبناؤه شهداء فمن كان ينادي ، لايمكن للحسين أن يُنادي الموتى والأجساد المقطعة ولا يمكن أن ينادي الأعداء لنصرته ، إذاً من الذي كان يناديهم الإمام الحسين!!) عندما نادى “أما من ناصر ينصرنا ، أما من ذاب عن حرم رسول الله” ، كلمات الإمام الحسين يتردد صداها اليوم في أجواء كربلاء لكنها تصرخ في كل زمان فنجيب “لبيك ياحسين” المنادي: هو الإمام الحسين ع في كربلاء والمنادىٰ: هم محبيه في كل زمان ومكان وهكذا يجيبه العالم ، الأرض والسماء والملائكة “لبيك ياحسين” تقول: لعلي اليوم عرفت معنى النداء.. ولعلي عرفت معناه مذ سمعته أول مرة !! لكني كنت طفلة صغيرة فأردت البحث عن من يُناديني.. فوجدته) اما نحن فنقول لها بخ..بخ لك يا نسرين لانك اكتشفتي الحقيقة وبخ .. بخ لمن يكتشف الحقيقة مثلك ، وهذه اخر كلمات نسرين اقرأوها بأنفسكم سادتي القراء : (من المحزن حقيقةً ، أن يكون حديثي فقط وفقط عن حب الإمام الحسين بن علي ابن سيدة نساء العالمين وحفيد خاتم المرسلين ثم أجد من يجادل!! يا مسلمين!)