لدينا وضع فريد في العراق الديمقراطي , أحزاب في حالة حرب حد كسر العظم أحيانا وطوائف في حالة عداء مستميت من أجل الظفر بالسلطة ولدينا ( مثقفون لبراليون ) تتوزع ولاءاتهم بين هذا وذاك حسب الطائفة أو المصلحة الشخصية . سأخص بالحديث عن مجموعة من الأعلاميين اللبراليين العرب ممن فضلوا العمل في مؤسسة ( كردية ) الهوى والإنتماء بحكم توجه وانتماء صاحبها الشيوعي السابق والكردي الحالي ( فخري كريم ) . لا أحد بالطبع ينكر وطنية ولا مبدئية مواقف هؤلاء المثقفين الذين وجدوا أنفسهم يعملون في مؤسسة ظنوها لبرالية التوجه أو هي من حيث الشكل تبدو كذلك لكنها في الواقع تعمل ضمن أجندة تخدم قومية لم تحسم خيارها بعد بين البقاء ضمن دولة العراق الفدرالي أو الإنفصال حسب هوى قادة أحزابها . لو افترضنا جدلا ً في ظل الإحتقان الحاصل أن عاد المالكي رئيسا ً للوزراء أو في أحسن الأحوال جاء غيره من نفس القائمة وسار على النهج المالكي ( وهذا أمر وارد ) أو إن كان على غير النهج المالكي وطلب من الأكراد العودة لحدود ماقبل غزوة داعش وتسليم ماغنموه من أسلحة الجيش العراقي للدولة والأهم من كل هذا إعادة حقول النفط التي إستولوا عليها الى أصحابها الشرعيين أي ( الدولة ) وجوبه هذا الطلب بالرفض الكردي المتوقع وعادت الأمور الى التأزيم مجددا ً , ثم قرر الأكراد بعد استفتاء صوري الإنفصال عن العراق . حينها يرحلون ومعهم مكاتبهم السياسية والإعلامية وترحل معهم مؤسسة المدى الى أربيل عاصمة الكرد , ماذا يفعل الأخوة اللبراليون المثقفون العرب ؟ هل سوف يذهبون الى حيث الإقامة في دولة كردستان التي سوف لن تكون بحاجة الى خدماتهم فلا ضرورة لصحيفة كردية ناطقة باللغة العربية لا تجد من يقرؤها هناك , ولا رواتب خرافية يدفعها مسعود البارزاني لمثقفين عرب لفظتهم الحاجة وباتوا عبئا ً على شعب كردستان المشغول بهاجس الهوية وحساسية التاريخ المليء بالكوارث ؟
ليس على المسؤولين الجدد سوى انشاء مؤسسة أعلامية لبرالية التوجه تمولها الدولة عبر وزارة الثقافة أو وزارة النفط الغنية , يديرها أعلامي كفوء لبرالي التوجه , غير خاضعة لأجندة حزبية ولها هامش النقد البناء نكسب بذلك أعلاميين بقدرات ممتازة وكفاءات عالية ولا تحرمهم فرصة خدمة وطنهم وتحرم الآخر من إستثمار طاقاتهم في خدمة أجندة لا تخدم العراق وطننا الجميل .