22 ديسمبر، 2024 11:30 م

العقل: إدراك الأشياء على حقيقتها بالجملة , ومظهره التمييز بين الحق والباطل , الشر والخير.

مقدّس: منزّه , مُعظّم

العقل وظيفة القشرة الدماغية , والدماغ كأي أعضاء الجسم الأخرى, وإن كان سيدها , يتأثر بالحالة التي يكون فيها البدن الذي ينتمي إليه , وأي مرض يصيب الجسم يؤثر على الدماغ , ويكون ما نسميه بالعقل مصابا أيضا.

فالعقل السليم في الدماغ السليم!!

وعمل الدماغ نسبي ولا يكون مطلقا , لأنه مسجون في الجمجمة , ومرهون بالبدن الذي يحملها.

ولهذا فوق كل ذي علم عليم , والعلم درجات , لأن العقول درجات.

وما يبدو مقنعا اليوم ربما لا يكون كذلك في الغد , عندما تتراكم معارف وحقائق جديدة.

القول بالمقدس تعني إخراج المخلوق الآدمي من بشريته , وإنكار أنه سيكون طعاما للتراب , ومصيره كغيره من الناس.

فهل وجدتم ما يُكنى بالبشر المقدس أفلت من قبضة الموت؟

ويبدو أن الكون بأسره يتعارض مع فكرة التقديس , لأن ما فيه يجري وفقا لضوابط محكمة ونواميس ملزمة , لا تستطيع الموجودات التحرر من قبضتها , فكل موجود مستعبَد , ومرهون بها.

المقدس مطلق , ولا يوجد مخلوق مطلق الكينونة , بل هو نسبي ويُرى بعيون مكانه وزمانه , إلا ما شذ وندر.

والمعروف أن في البشر نزعات للتنزيه والإرتفاع الخيالي بحالات , يُراد لها أن تمنحه شعورا بالإطمئنان من الغيب والمجهول.

وهي التي تحتم عليه أن يستحضر أوهاما وتصورات ذات معاني حسية ظنية أو إنحرافية , تكبله بطاقاتها ودواعيها فيمضي منوّما في دنياه , ويتحرر من المسؤولية  بتقديس سواه , لكي يلقي على عاتقه ما لا يطيقه ولا يهواه.

فأين المقدس بعيون العقل لا بعدسات العواطف والأضاليل؟!!