18 ديسمبر، 2024 7:10 م

لا يملكون غير الكذب لتبرير اعتدائهم على سوريا

لا يملكون غير الكذب لتبرير اعتدائهم على سوريا

في نفس اليوم الذي دخلت فيه لجان التحقيق المشكّلة من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية سوريا بدأت التصريحات الرخيصة الملفقة تتعالى
من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لتبرير جريمتهم القذرة ضدّ دولة مستقلةٍ ذات سيادة . فهؤلاء المجرمون يعلمون علم اليقين أن استخدام
الأسلحة الكيمياوية من قبل نظام الحكم في سوريا مجرّد مسرحية لم يتم اخراجها بالشكل المتقن ، كما أنهم يعلمون أن نتائج التحقيق ستفضحُ
أكاذيبهم واستهتارهم بالقوانين والأعراف الدولية . ولهذا فانهم وجدوا أن الكذب والتلفيق والاتهامات أفضل وسيلة لهم للخروج من ذلك المأزق ( بالرغم
من كونهم لا يعرفون معنى الحياء ) . وأذكرُ للقارئ الكريم بعض الأكاذيب الجديدة التي لا يقبلها العقلُ ولا المنطق . حيث أعلنت الولايات المتحدة
الأمريكية خشيتها وقلقها من قيام النظام السوري بالتعاون مع روسيا بإخفاء آثار استخدام الأسلحة الكيمياوية وكأن الموضوع بهذه البساطة ويمكن
اخفاء الآثار الكيمياوية بسهولة من التربة ومن البيئة التي تعرضت لتلك الأسلحة . وهذا التصريح الفاشلُ يكشف للعالم أجمع حجم الفوضى التي
تحكمُ قرارات رعاة البقر ومصاصي الدماء من أمثال المجرم المعتوه ( ترامب ) كما يكشف عن الحقيقة ما بين السطور التي ربما لا يعرفها البعض
لحد الآن . فقادة الولايات المتحدة الأمريكية رغم صلافتهم ووقاحتهم وفقدانهم لأدنى قدر من الأخلاق ، فهم يريدون بتصريحاتهم تلك اقناع العالم
بأجوبة مسبقة في حال ظهور نتائج التحقيق بعدم وجود أي أثر لاستخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا . ومن الأكاذيب الأخرى ضمن نفس السياق
، فقد ادّعتْ الولايات المتحدة الأمريكية أن روسيا تحاولُ منع لجان التحقيق من دخول ( دوما ) في نفس الوقت الذي دخلت فيه لجان التحقيق دوما
وفق تصريح مسؤول اللجان شخصيا . كما صرّحَ المنافقون الأمريكيون تصريحاً آخر يكشف بوضوح تام عن حجم التناقضات التي تحكمُ قرارتهم
وتصرفاتهم ، حيث قالوا بالحرف الواحد أنهم مستعدون للتعاون مع نظام بشار الأسد لو قام بكشف أسلحته الكيمياوية . فيا للعجب يطلبون من
الرئيس السوري الكشف عن أسلحته الكيمياوية وهمُ الذين قالوا سابقا أن أنهم متأكدون من حيازة النظام لتلك الأسلحة وأنهم يعرفون أماكن وجودها .
كما قالوا أن الضربة التي وجهت ضد سوريا هدفها تدمير تلك الأسلحة ، فأي تناقض هذا ؟؟؟

أمّا مراهق السياسة الجديد ، الرئيس الفرنسي ( ماكرون ) فقد وجد الكذب أفضل شيء لهُ لتبرير مشاركة فرنسا بالاعتداء الآثم ضد سوريا ، فقد دعا
نظام الحكم في سوريا لفتح المجال لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية للعمل بحرية تامة دون مضايقة . وهوَ يعلمُ أن تلك المنظمة ليستْ منشأة أو
هيئة تابعة للنظام السوري ومن المستحيل التحكم بعملها وقرارتها ، ولكنه أرادَ بهذا التصريح سبق الأحداث وايجاد حجة جديدة يواجهُ بها المجتمع
الدولي في حال ظهور نتائج التحقيق خلاف مسرحيتهم الباطلة . ومن الجدير بالذكر تصريحهُ الباعث للضحك والسخرية وهو يقول : أن الضربة
التي وجهت ضدّ سوريا كانت بمثابة ردّ الاعتبار لشرف المجتمع الدولي … فأي شرفٍ هذا الذي يتحدث عنه ماكرون وهوَ فاقد الشرف من الأساس
؟ وأي مجتمعٍ دولي يريدُ المحافظة على شرفهِ وهو شارك بالعدوان على دولة ذات سيادة دون موافقة أكبر منظمة دولية ( الأمم المتحدة ومجلس
الأمن التابع لها ) ؟ .

أمّا ( تيريزا ماي ) رئيسة وزراء بريطانيا فقد وجدتْ الصمتَ أفضل طريق لها بعدَ أن وضعت نفسها ومستقبلها السياسي وبلدها في مأزق كبير ، ولم
يصدر عنها غير تصريح يحملُ الكثير من المعاني الخفية ، حيث قالت : ان الضربة ضد سوريا كانت محدودة ، فهي تريدُ بهذا التصريح وبشكل
واضح تخفيف ردود الأفعال المعارضة لمشاركة بلادها في الاعتداء السافر وخصوصا من المعارضين لسياستها الخارجية . وهي مازالت تتذكر نفس
المأزق الذي وقع فيه نظيرها السابق ( توني بلير ) بمشاركته في احتلال العراق عام 2003 تحت ذريعة وجود أسلحة الدمار الشامل .

وهذا هو ديدن الكذابين المنافقين ، فهم يحاولون دائما تبرير جرائمهم واعتداءاتهم ضدَ البشرية بالكذب والتلفيق وخلق الأزمات وتوجيه الاتهامات
الباطلة ، لأنهم لا يملكون من الحق شيئا ولا يملكون من الانسانية قطرة حياء .