24 ديسمبر، 2024 8:17 م

لا يقرأون ولا يسمعون!!

لا يقرأون ولا يسمعون!!

الآليات الإعلامية المعاصرة هيمنت عليها الصورة بعناصرها المتنوعة , فالصورة تغني عن الكثير من الكلمات , فالأجيال المعاصرة لا تميل للقراءة والإستماع , فمعظم وقتها وتركيزها على شاشة صغيرة في يدها.

ولهذا التفاعل تداعياته ونتائجه المؤثرة في السلوك الفردي والجمعي.

ومن الملاحظ أن الأصناف الإبداعية أصابها الضرر الكبير , فالشعر الحديث ما عاد يجد مَن يستمع إليه , وأصبح كتابه يتوهمون بأنه للقراءة وحسب.

في نشاط ثقافي عرضت العديد من دواوين الشعر المعاصرة , ووزعت بالمجان على الوافدين , فانتهت معظمها في سلال المهملات , ولسان حال الناس يردد ” تصفيط حجي”!!

هذه معضلة خطيرة , لأن الشعر روح العرب وليس ديوانهم فقط , فهو يهذبهم ويربيهم ويتحول إلى بوصلة تقود سلوكهم وتزن أفعالهم , فلكل حالة تعبير شعري مؤثر وشائع , تتناقله الأجيال عبر العصور.

فهل قتلنا الشعر , بالتوهم بكتابته؟

الشعر العربي قوانين سلوكية لبيبة محكمة ذات آفاق حضارية وإبداعية أصيلة , نابعة من جوهر الذات ومكانها وزمانها.

فلماذا تحول الشعر إلى ثريد كلمات؟

مئات الدواوين الميتة في مهدها!!

مَن هو الشاعر”

كل مَن عليها تشاعر!!

مما يشير إلى أن الإبداع إنحرف , والطاقات تبددت , والقعل إنعدم , وصار القول العمل , وهذا دليل ضعف وتقهقر وإندثار.

فهل لنا أن نكتب شعرا بأفعالنا لا بأقوالنا الهامدة؟!!

وأن الجميع شعراء قدح لا مدح!!