23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

لا يفترقان حتى يردا الحوض المرجعية والاصلاح

لا يفترقان حتى يردا الحوض المرجعية والاصلاح

يأخذني التيه الفكري أحيانا و أنا أتأمل حركة المصلحين ، حيث في كل زمان هناك مصلح ومرشد ،وهناك من يسير على خطاه ويحث الخطى والأقدام واثقاً، وبالمقابل يولد بائعي الفتن والأشرار، و محرضي الطائفية والفكر المقيت،لكن وجود المصلح لأطفاء الفتنة أخمد نارهم الظلامية. 
نحن اليوم نستضل بفيئ المرجعية ،وها هو المرجع الأعلى السيد السيستاني ،اليوم قد مثل الأبوة بكل معانيها ، وقد كرس كل الجهود والحيثيات لنبذ الفكر الظلامي، لنعيش متحابين تحت مظلة الوطن ،دون النظر إلى العرق والدين والمذهب .رغم كل ذلك لكن الساحة لا تزال تعج وتعاني، من المتعلقين بحبال الفساد والطائفية، لا سيما المصالح الفئوية الشخصية الضيقة، ونحن نرى هنا وهناك دعوات متكررة لنبذ مثل هكذا أفكار واهية، وها هو السيد المرجع يعالج بحكتمة وعقلة الراجح،رغم كل المحاولات التي من شأنها الطعن بالمشروع الشامل للعيش بوحدة و وئام. 
قد فاق كل التصورات وقد عبر المكون واللون والعرق ، ها هي رسل الأمن والاستقرار تحمل راية هدى المرجعية، بقافلات متعددة قد وصلت أعماق الموصل ،لإغاثة الملهوف ولترسم الأمان ،كون أسم المرجع بات اليوم مصلحا كبيراً.
سارت سفن النجاة من القصبات الجنوبية، تحمل معها عبق الاهوار وعطرها، لتأخذ معها ماء الفراتين من الوسط الحبيب ،وتستنشق معها عبير النجف وكربلاء ، وتتلاقح مع تربة شماله الأغر، لتحمل رسائل أطمئنان لكل ملهوف ومظلوم، كون تلك الرسل التي تسير اليوم ليس مادية فحسب، بل تحمل معها طيبة أهلها وفكرها النير،و تحمل معها الدماء الزاكية التي أريقت لأجل الوطن الحبيب ،ليكون البرهان صادقا مع وجود رسل المرجعية ،وفكرها ورايتها في مقدمة الركب .
هنا ولدت المبادرات من رحم المعاناة الإصلاحية والفكر المرجعي ، لتكتمل رسالة هدى المرجعية ، العيش بأمان وعيش رغيد وأخوه متحابين ،لابد من مشروع يحمل تلك الاكف و تتعاضد، لذلك ولد مشروع التسوية الوطنية، من رحم المعاناة والأحداث، لمعالجة التية الفكري والسياسي والاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي،
بل وتعداه إلى أن وصل إلى الفكر الديني ،ذاك مسلم وهذا مسيحي وغير ذلك كثير.
آن الأوان لنبذ كل هذه التخرصات والإرهاصات ،علينا أن نتوحد وان نرسم البسمة من جديد ،وفق مبدأ لا غالب ولا مغلوب من أجل وطن اسمة عراق السلام،وأن تكون دعائمنا الأساسية فكر وهدى المرجعية .