23 ديسمبر، 2024 5:42 ص

لا هوادة في الرد على الاعتداءات

لا هوادة في الرد على الاعتداءات

من يؤمن بالمقاومة لا بد ان يعتقد أنّ قِياداتها هي على درايةٍ ووعي كامل بما يجري من مُخطّطات شيطانيّة تقودها الولايات المتحدة الامريكية وتنفذها حكومة الكيان الاسرائيلي وترتبط بها بعض الدول المعروفة والضليعة بالخيانة تاريخياً ولا تبقى هذه المخططات مسكوت عنها ولعل الأيّام والأسابيع المُقبلة ربّما تكون سويعات تحسب لها حسابات والرّد على كل الاستِفزازات التي تُراهن علىها دولة الكيان وتحلم بأن تعيش على الارض وتفعل كل ما تستطيع مقابل سكوت و صمت الاطراف الاخرى وان هذه الاعتداءات العدوانية تهدف لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة ، وتكشف عن النوايا الخبيثة الإسرائيلية العدوانية ضد الامة الاسلامية، ولكن عليها ان تفهم ان للصبر حدود وعليها أن تعيد حساباتها مليا بأي اعتداء سيواجه بقوة في اي لحظة وانها سيخسر ( اي الكيان الاسرائيلي ) الكثير نتيجة أية ضربات شاملة على بنيتها العسكرية والاقتصادية. ويضاف الى ان سورية بعد ثمان سنوات من الحرب اصبحت ذات تجربة ميدانية كبيرة و لا يوجد ما عندها من ان تخسره و لا يعتقد كل لبيب وفطن من أن هذه الاستراتيجية الإسرائيلية الأميركية ستحقق أي من أهدافها، فتحالف محور المقاومة أقوى وأصلب من أن تؤثر فيه مثل هذا الغارات والافعال الصبيانية واخرها محاولة الاعتداء على طائرة مدنية لخطوط ماهان الايرانية خلافاً لكل القوانيين الدولية لا بل من اجل خلط الاوراق وزرع الخلاف والتوتر بين دول المنطقة لان انطلاق الطائرات من قواعد موجودة في اراضي قريبة مثل قاعدة الازرق الاردنية تثير الكثير من الشك حول الموقف الاردني من مثل هذه العمليات وتتحمل حكومتها المسؤولية امام الراي العام العالمي وهي تحركات يأسة لفك ارتباط محور المقاومة ورغم ان قوة الجهود الدبلوماسية فوتت على المناوئين فرصة استثمار مثل هذه التصرفات التي اثبتت في الساحة السیاسیة بالمنطقة والعالم بان هذه المحاولات لا طائل من ورائها و أن مثل هذه المحاولات الامریکا في المنطقة ما ھي إلا تحركات لعرض العضلات لاستعادة مکانتھا الواهمة و” هيبتها “المفقودة في القضایا الاقلیمیة کما انھا محاولة لصرف أنظار الرأي العام عن أزماتھا السیاسیة والاقتصادية الداخلية للتغطية على الاحتجاجات التي بلغت الشهرين . لکن یبدو ان الامریکان لایردون العمل علی استخلاص العبر ، وانھم یریدون تکرار الخسائر والھزائم التي تکبدوھا في المنطقة عبر التاريخ والذي لم تجنى لهم إلأحقد الشعوب منهم ، وفشلهم على الابواب .

القيادة السورية من جانبها متمسكة بالتعاون مع حليفتها ايران رغم كل العروض التي قدمت لها والاغراءات العربيةالنفطية بعشرات المليارات من الدولارات لفك هذا التحالف قبل إشعال فتيل الحرب ضدها ولن ترضخ للضغوط هذه بعد استعادة قواتها المسلحة لأكثر من ثمانين في المئة من الأراضي السورية ، كذلك المحاور الاخرى مثل حزب الله والمقاومة الاسلامية العراقية وحماس والجهاد الاسلامي ..الخ أما الرد سيأتي حتما في المستقبل المنظور، فما الرد على أميركا كرد على جريمة اغتيال اللواء قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس في ضرب قواعدها في العراق بل اشد و لن يتردد في الرد على الغارات الإسرائيلية بالأصالة أو بالإنابة.

أن الاعتداءات المتكررة تعكس الاستراتيجية الأميركية في خلق حالة من الفوضى وطبيعة الكيان الصهيوني باعتباره كيانًا استعماريًا يتناقض وجوده مع مصالح الدول في المنطقة وشعوبها . ولعل اشتدادها في هذه الظرف محاولة مفضوحة من الحكومة الحالية لإبعاد النظر عن ما يجري داخل الكيان الإسرائيلي عن فضائح الفساد التي غرقت فيها والمجتمع الدولي مطالب اليوم الى الوقوف في وجه العربدة والبلطجة التي تتبعها حكومة الكيان، وفرض العقوبات اللازمة عليها، بما يردع سياسة العدوان الهمجية الدموية لهذه الحكومة وعمق صهينتها.