18 ديسمبر، 2024 10:01 م

قرأت ما معناه : ” معظم المثقفين العراقيين لا يبتاعون كتب المؤلفين العراقيين في معرض بغداد للكتاب”ّّ , فتساءلت: لمن قرأت؟
ووجدتني طيلة مراحل حياتي أقرأ لكتّاب عرب وأجانب , وخصوصا المصريين , ولا تزال كتبهم ترافقني , ومنها كتب العقاد , توفيق الحكيم , طه حسين , يوسف إدريس , وغيرهم , ولم أجد في مكتبتي إلا القليل من الكتب لمؤلفين عراقيين , وإحترت في الجواب!!
ترى لماذا يحصل ذلك؟
أظن الكاتب المصري لديه قراء من بلاده , وبعضهم كانت موارده ذات قيمة كبيرة , دفعته لتأسيس مشاريع إنسانية خيرية.
و”مغنية الحي لا تطرب” في العراق , ونميل لإستصغار ما يقدمه مبدعونا , ومبيعات كتبهم لا تساوي شيئا بالمقارنة بمبيعات الكتب العربية والأجنبية!!
وهذه الظاهرة تنطبق على ما يُنشر في المواقع والصحف , فالمقروئية متدنية , وتجد ذات المادة مقروءة في المواقع العربية والأجنبية أكثر منها في المواقع العراقية.
لا يمكن تفسير الظاهرة بسهولة , لإمتداداتها البعيدة وتفاعل عوامل متنوعة فيها , ومهما حاولنا الوصول إلى جواب ناجع , فسيرى العراقي فيه نقصا ومثلبة.
لدينا قدرة عجيبة للنظر بعيون سلبية مطلقة , وبإنفعالية شديدة , وعندنا مواقف مسبقة جازمة , وعقولنا مسخرة لتعزيز أرادة العواطف والإنفعالات , والوعي الجمعي يختزن أقياح دمامل نفسية محتقنة , تأبى أن تتشافى وتندمل.
فالسائد أننا نقرأ الإسم ولا يعنينا المحتوى , وما أكثر الكتابات المعبرة عن المواقف السلبية الكامنة ذات الإنتقامية العالية.
فما دامت المعارك النفسية محتدمة , فأنها تبرز في التعبير الرافض لإبداعنا!!
قد يرى الكثيرون غير ذلك , لكنها ظاهرة جديرة بالنظر , لكي نتخلص من عاهاتها الضارة بوجودنا المعاصر.
فهل سنعرف مبدعينا؟!!
د-صادق السامرائي